معجزة الشمس ولغز مدينة Fatima
سنة 2020 صدر فيلم Fatima من إنتاج نتفليكس
عن قصة حقيقية لثلاث أطفال كانوا السبب فيما يسمى
بـ معجزة الشمس
القصة بدأت في سنة 1917 ، وفي حين
ما كان العالم كله مشغول بالحرب العالمية الأولى
كانت بتحصل في البرتغال واحدة من أغرب القصص اللي هتسمعها في حياتك
قصة حصلت في مدينة صغيرة في البرتغال إسمها (فاطمة)
لما إجتمع السكان لمشاهدة حدث غامض
وصفوه بالمعجزة ، واللي غيرت حياتهم وحياة المدينة كلها للأبد
في 13 أكتوبر 1917 إجتمع 70 ألف بني آدم في مكان واحد
كلهم باصين للسما ، ومستنيين معجزة
بسبب 3 أطفال (لوسيا دوسانتوس) 10 سنين
وإبن عمها (فرانسيسكو مارتو) 9 سنين
وأخته (خاسنيتا مارتو) 7 سنين ..
والأطفال التلاتة دول كانوا بيقضوا يومهم
زي أطفال كتير في سنهم في المدينة دي ، في رعي الأغنام
وما كانوش بيدرسوا ولا يعرفوا يقروا ولا يكتبوا
ولكنهم قدروا يغيروا مصير المدينة والمنطقة بالكامل
لأن قبل التاريخ ده بخمس شهور ،
وتحديدًا في 1-5-1917 نشر الأطفال دول خبر بين أهل المدينة
إن فيه ملاك ظهرلهم في الطريق أثناء رعيهم للأغنام
وإتكلم معاهم أكتر من مرة ، وبعدها قالوا لأهاليهم
إن فيه ست لابسة أبيض في أبيض ظهرتلهم من التل
ووصتهم يجوا نفس المكان ده كل يوم 13 من الشهر
وهتفضل كل مرة تطلعلهم وتتكلم معاهم بس بشرط ، ما يقولوش لأي حد
ولكن الأطفال ما قدروش يسكتوا عن اللي حصل ده
وحكوا لأهاليهم ، والخبر إنتشر بين سكان المدينة كلها
لأن الست اللي لابسة أبيض في أبيض وظهرتلهم وإتكلمت معاهم
هي (السيدة العذراء) .. طبعًا بعد إنتشار الخبر بشكل كبير بين الناس
كان رد فعل طبيعي ، إننا نشوف بعد شهر من اللي حصل ده
وتحديدًا يوم 13-6 ، 4000 شخص من المدينة خرجوا ومشيوا ورا الأطفال
لحد التل اللي تجسدت فيه السيدة العذراء للأطفال علشان يستنوا ظهورها
ولما وصلوا فضلوا واقفين باصين للسما ومستنيين ظهور السيدة العذراء
ولكن بلا جدوى ، في حين إن الأطفال التلاتة
كانوا مُصرين إن السيدة العذراء دلوقت واقفة معاهم وبتكلمهم
الموضوع ما وقفش لحد كده
وبعدها بشهر تاني في يوم 13-7 مش ورا نفس الأطفال
18 ألف شخص من المدينة علشان يتابعوا المعجزة
ولكن برضه اتكرر نفس السيناريو ، والسيدة العذراء ما ظهرتش
وفضل الموضوع يتكرر كل شهر والعدد يزيد
لحد ما في يوم 13-10 إجتمع عند التل ما يزيد عن 70 ألف شخص
في حدث يشبه الحج ، كلهم فضلوا واقفين مستنيين ظهور السيدة العذراء
وفجأة حصلت المعجزة ، واللي سموها بعد كده (معجزة الشمس)
لأن بعد شوية وقت بدأت الناس تشوف الشمس بتتحرك يمين وشمال
وتقرب من الأرض وتبعد بشكل ملحوظ جدًا
فالأطفال صرحوا إن السيدة العذراء هي اللي بتحرك الشمس
وإنها بتطلب من الناس إنشاء كنيسة أو معبد في المكان ده
وبعدها الخبر لف العالم كله
وبقى حديث الصحف في كل دول العالم ، وغطى على أخبار الحرب العالمية الأولى
ومجرد ما الخبر إنتشر بالشكل ده ، كان لازم إن الكنيسة الكاثوليكية تتحرك
واللي قامت ببناء معبد في المكان ده بأسرع وقت
وعملوا تماثيل للأطفال التلاتة في كل حتة
والملاك اللي قالوا إنه ظهرلهم قبل ظهور ستنا مريم العذراء
وفجأة انقلبت حياة الأطفال من رعاة غنم عاديين جدًا
لمشاهير وقديسين بين يوم وليلة
ولكن للأسف الشهرة دي ما كملتش كتير
فمات بعد سنتين من الحدث ده الأخوين (فرانسيسكو و خاسينتا مارتو)
بمرض الإنفلوانزا الإسبانية
إنما (لوسيا) عاشت لحد ما بقى عندها 98 سنة
وماتت في 2005 واتعملها جنازة كبيرة ومهيبة
وفي سنة 2017 جمع البابا الحجاج أمام المعبد ده
وأعلن إطلاق لقب قديسين رسميًا على الأطفال التلاتة
وبكده تكون إنتهت معجزة الشمس .. أشهر معجزات تجلي السيدة العذراء
لكن تفتكروا إيه رأي العلماء في اللي حصل ده ؟
وهل هو من الممكن حدوث المعجزات وفعلًا ممكن تكون
السيدة العذراء ظهرت لـ 70 ألف شخص ؟
ولا زمن المعجزات انتهى ؟
الحقيقة إن العلماء فسروا الحدث ده بإنه ظاهرة مشهورة
إسمها الهلوسة أو الهستيريا الجماعية
وده اللي حصل قبل كده في سنة 1516 بإسم طاعون الرقص
واللي إجتمع خلاله 400 فرد وفضلوا يرقصوا لمدة أسبوع
أسبوع كامل بلا توقف .. مما أدى لموت كتير منهم
ودخول الباقي للمستشفى في حالات حرجة
وده كله حصل بسبب إيمان الـ 400 فرد دول إيمان جماعي
بما يسمى بلعنة القديس (فايتيس) ، قديس الرقص
والحقيقة إن دي مش الحالة الوحيدة من حالات الهستريا الجماعية
فحصلت نفس الهستيريا في المغرب
لما آلاف المغاربة أكدوا إنهم شافوا الملك محمد الخامس
على القمر سنة 53 ، في الوقت اللي كان منفي فيه لمدغشقر
وإنه حصل إجماع وطني على الرؤية دي
وفسر العلماء الحدث ده وقتها ،
إنها مجرد إستعداد نفسي مسبق أدى لظاهرة الإسقاط
فاللي حصل إن الشعب المغربي هيأ نفسه للحدث
بتداول جمل بينهم زي إنهم لو عايزين يشوفوا محمد الخامس يبصوا للقمر
وبإنتشار الكلام ده ، صدقه عدد كبير
وحصل تغير للوعي الجمعي للناس دي كلها
لحد ما أكد الشعب المغربي كاملاً إن الملك محمد الخامس
ظهر على القمر بزيه المعروف
الملفت للنظر في قصة الأطفال التلاتة ومعجزة الشمس
هو الذكاء التجاري للكنيسة ، واللي قدرت تحول قصة لأطفال
لمشروع يدر ملايين الدولارات سنويًا للكنيسة
فبسبب تحويل المكان اللي كان بلا قيمة ده لمعبد
بقى بيتم الحج له سنويًا ، وبقى واحد من أهم وأكبر
مزارات مريم العذراء ، واللي موجودة في أماكن كتير حول العالم
بل بقى معبد مدينة فاطمة أنجح مزار بينهم
بعدد حجاج يصل لـ 9 مليون فرد و500 ألف سنويًا
واللي بيخرجوا كل سنة في رحلة لمدة أسبوع واحد بغرض الحج
بتكلفة تبدأ من 800 دولار للفرد الواحد
وبتصل لـ 15 ألف دولار للشخص على حسب رحلته وإقامته في المكان
إقتصادية ، ولا ممتازة ..
دلوقت بعد ما سمعت عن معجزة الشمس ، ومدينة فاطمة
تفتكر هل ممكن يكون كل العلماء غلط
والأطفال هما الوحيدين اللي صح في القصة ؟
ولا اللي حصل ده كان مجرد هلوسة جماعية ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتشرف بتعليقك ونقدك دائمًا ..