وحوي يا وحوي "أصل الحكاية"
الشعب المصري من أقدم الشعوب على وجه الأرض
وأقواهم ، وقوتهم بيستمدوها من تمسكهم بتراثهم
وعدم تطبعهم بوجود أي محتل ، مهما طالت السنين
يعني برغم احتلال الإنجليز لينا لمدة ٧٤ سنة كاملين
إلا إننا بنتكلم انجليزي مكسر
وبنحتاج فوق دراسة اللغة في المدارس لكورسات
علشان بس تساعدنا اننا نشتغل مش اكتر
وقبل الانجليز كانت الحملة الفرنسية واللي قعدت في مصر
مدة ٣ سنوات فقط وبرغم ده .. ما لقطناش منهم أي حاجة
وما نعرفش من الفرنساوي الا اللي اتعلمناه
في السنتين بتوع الثانوية العامة
واللي بننساه بعد ما بنخرج من الإمتحان على طول
وغيرهم وغيرهم كتير جدًا من الحضارات
اللي حاولت تسيطر على المصريين بعد احتلالها
وحاولوا انهم يطبعوا المصريين بطبعهم
وحاولوا يخلونا نتكلم لغتهم ..
ولكن اللي كان بيحصل العكس تمامًا
وإنه أي محتل قعد في مصر طلع منها وهو متأثر بيها
وبطبيعة شعبها وتقاليدهم وأعرافهم
لو جيت تدور ورا اللغة اللي بيتكلمها المصريين
هتلاقيها مزيج من اللغة العربية واللي المصريين تقبلوها
بسبب الفتح الإسلامي ولدخولهم الإسلام ورغبتهم في معرفة
قواعد الدين بلغته الأم .. ومزيج من اللغة القبطية القديمة
اللي كان بيتكلمها المصريين القدماء وغيرها وغيرها
ولكن هتلاقي المصريين دايمًا بيتكلموا لغتهم الخاصة
اللي أي شخص في الوطن العربي يعرف يفهمها
على عكس لهجات كتير من دول عربية
صعبة علينا وعلى غيرنا الحقيقة ..
النهارده حكايتنا عن جملة بتنتشر جدًا بين المصريين
في ميعاد مقدس كل سنة .. في شهر رمضان المبارك
وبيبدأ المصريين يرددوها وده راجع
لانتشارها في أغنية فضلت عايشة بين المصريين
كعلامة على قدوم شهر رمضان .. أغنية وحوي يا وحوي
واللي تم تقديمها لأول مرة عام ١٩٣٧
من كلمات الشاعر محمد حلمي المانسترلي
ومن ألحان وغناء أحمد عبد القادر
وحوي يا وحوي كلمة ليها أصل
وحوي يا وحوي إياحا .. وكمان وحوي إياحا
في اللغة المصريه القديمة كلمة إياح معناها «قمر»..
أما كلمة وحوي الفرعونية فمعناها مرحباً أو أهلاً
طب ليه هي مرتبطة عندنا بالفرح والسرور ؟
واللي ربطه الشاعر الذكي بفرحة وصول شهر رمضان ..
في أواخر القرن الثامن عشر قبل الميلاد
كانت الدوله الفرعونيه الوسطى قد تفككت و أحتلها الهكسوس
و كانت (إياح حتب) واللي معنى اسمها قمر الزمان
واللي كانت زوجة ملك البلاد سقنن رع
وكانت ذات شخصية قوية جدًا ورفضت الإستسلام للمحتل
وقررت تآزر جوزها على مواجهة المحتل
ورفع راية العصيان في وجه الغزاه ..
و بعد عدة حروب بينه وبين الهكسوس
واللي كانوا على درجة كبيرة من التنظيم والتطور في أسلحتهم
وخصوصاً ما عرف أيامها بالعجلات الحربية مات سقنن رع
في معركة من المعارك ، وبعدها بدأت إياح حتب
بتجهيز إبنها الأكبر انه يكمل طريق والده
حتى لو هيلقى نفس المصير .. الموت
واللي بالفعل كمل مشوار والده وحاول تطوير الجيش المصري
ولكنه بالفعل مات هو الآخر في أحد المعارك
إياح حتب اللي فقدت الزوج والإبن الأكبر
كان من الطبيعي انها تفقد عزيمتها وتهدا وتبطل حرب
ولكن ده غير معروف في قاموس المصريين
و لم تهدأ عزيمة إياح حتب فدفعت بإبنها الثاني "أحمس"
أحمس اللي نجح في اللي فشل فيه أبوه و أخوه و إنتصر
و طرد الهكسوس و حقق الأستقلال أخيرًا لمصر
وبما إن الشعب المصري على دراية كبيرة
بسبب النصر ده وهو الأم نفسها ..
وتقديراً للتضحيات وللدور البطولي لـ«إياحة»
خرج المصريون حاملين المشاعل والمصابيح وهم يهتفون لها:
وحوي إياحة يعني ، مرحباً يا قمر، أو أهلاً يا قمر.
وبالشكل ده أصبحت وحوي إياحة، أو أهلاً يا قمر،
تعويذة المصريين وشعارهم لاستقبال كل قمر يحبونه
ولأن قدوم رمضان مرتبط دايمًا برؤية القمر
قمر رمضان بدأت العادة دي في العصر الفاطمي ..
فقد كان الاقباط من قبل الإسلام يخرجون بالفوانيس
في موسم معين لإحياء ذكري جدتهم الملكة إياح حتب
اللي طردت الهكسوس الغزاة من مصر
وبذكاء استغل الفاطميون ذلك الاحتفال السنوي
و حولوه لإحتفال بقدوم رمضان و رؤية الهلال
ومن بعدها فضلت الجملة دي بتتكرر من جيل لجيل
وحوي يا وحوي إياحا.. واللي وثق تداولها بين الناس
زي ما سبق وقولنا الأغنية الشهيرة بنفس العنوان
واللي عاشت بين المصريين والعرب كلهم
من ١٩٣٧ لغاية النهارده ..
وحوي يا وحوي .. كلمة مجرد ما بنسمعها بنحس بالفرح
لمجرد احساسنا بقرب شهر رمضان
ولكن هي مرتبطة بالفرح عند المصريين من قبل ما يبقى شهر رمضان
فرض مفروض صيامه على المسلمين
وزيها زي كلام كتير جداً لسه المصريين
بيرددوه لعند النهارده .. كلام بيشكل وجدان
وثقافة وعادات المصريين ..
اللي ما قدرش حد يأثر فيهم.. ولكن
هما اللي دايمًا عندهم القدرة على ابتلاع أي محتل
والتأثير فيه ..
بعد ما سمعت حكاية وحوي يا وحوي..
تفتكر فيه كلام تاني لسه بنستخدمه للنهارده
في حياتنا اليومية ؟ ويا ترى إيه أصله وفصله ؟
لو عندك معلومة مختلفة ياريت تقولنا في الكومنتات
وياريت تشترك في المدونة
لمتابعة حكاياتنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتشرف بتعليقك ونقدك دائمًا ..