مدونة متنوعة المواضيع بين الرائج والتاريخي والغريب

اعلان اسفل القائمة العلوية

test

الخميس، 9 نوفمبر 2023

كيف بدأ الفرانكو ؟! ، وهل هي لغة وليدة اللحظة ؟ أم أن لها أساسًا تاريخيًا ؟!

وليام ولكوكس


 كيف بدأ الفرانكو ؟! ، وهل هي لغة وليدة اللحظة ؟ أم أن لها أساسًا تاريخيًا ؟!


جربت مرة تتعرف على حد جديد 

ولقيته بيتكلم معاك بلغة هجينة ملهاش أصل 

كنوع من أنواع الروشنة وبيسميها فرانكوا

طب إنت شخصيًا بتستخدمها في الشات مثلاً ؟!

طب ما حسيتش مرة قد إيه إستخدام اللغة دي بيصعب التواصل بشكل كبير ؟

طب ده معناه ايه ؟ .. معناه يا صديقي إن التواصل بين البشر 

علشان يقدروا يفهموا بعض بيتكون من ٣ حاجات رئيسية

أولهم الكلام نفسه واللي بيأثر بس بنسبة ٧٪ 

وثانيهم نبرة الصوت اللي بتشكل ٣٨٪ 

وثالثهم وصاحب النسبة الأكبر هي لغة الجسد 

واللي بتشكل نسبة ٥٥٪ من نجاح التواصل

لك أن تتخيل إنك في رسالة الواتس آب اللي بتشكل بس ٧٪

من فهمنا لبعض .. انت بتختار استخدام لغة صعبة الفهم زي الفرانكو 

وده بيخلينا ما نفهمش بعض بالشكل الكافي

طب تفتكر الفرانكوا ظهر وانتشر بين يوم وليلة مثلاً ؟ 

أحب أقولك لأ .. والموضوع له جذور قديمة جدًا ..

 الدعوة لكتابة الفرانكو بشكله الحالي بدأت سنة 1961 من  لبنان

 لكن أصل الحكاية يرجع للمهندس (ويليام ولكوكس) الموظف بمصلحة الري

 لما ألقى خطاب في " نادي الأزبكية " سنة 1893 

قال فيه إن "المصريين ميقدروش يخترعوا أي حاجة 

ولا يتقدموا في حياتهم طول ما هما محتفظين بتعاليم اللغة العربية

  وإن أوروبا تقدمت بعد تخليها عن "اللاتينية"  

وسمحت لكل شعب يسجل آدابه باللغة الأم الإنجليزية او الفرنسية أو غيرها !!

وعلشان ينشر فكرته  ترجم ولكوكس  بعض أعمال شكسبير بالعامية 

وطالب بتحويل كل أعمال العرب القديمة باللغة العامية…

 بما فيها أشعار الجاهلية ونصوص الأدب  !!  

ومن التاريخ ده بدأ الهجوم على اللغة العربية والدعوة لكتابة كل شئ باللغة العامية ، 

واجهات المحلات ، الصُحف ، الكُتب ، وغيرها ..

 وكان من مؤيدي الفكرة دي " قاسم أمين " اللي كتب وقال 

(إن اللغة العربية مرت عليها قرون وهي واقفة مكانها

 بينما اللغات الأوروبية تتحول وتترقى .. وترقى أهلها في الآداب والعلوم) 

 وطالب بتسكين أواخر الكلمات وحذف قواعد الجزم

 والفتحة والكسرة زي اللي بيحصل في اللغات الأفرنجية !! 

بعدها أصدر (وليم ويلمور) أحد قضاة محكمة الإستئناف كتاب بعنوان

 (The Spoken Arabic of Egypt) بيشجع الأجانب 

 على نشر أبحاثهم باللغة العامية والمحلية

 وبيدعو فيها المفكرين المصريين بالتبشير باللغة الجديدة  

 وبعدين نشر كتاب من 400 صفحة فيه كل المرادفات بالعامية

 واللي يجب إستبدالها أثناء تغظية أخبار مصر في الصحافة

  وأطلق عليه إسم لغة القاهرة

The Spoken Arabic of Egypt

وبدأ عدد من المفكرين في مصر بالتضامن معاه ، زي 

 أسعد داغر ، الدكتور صروف  وأمين الخولي وغيرهم ..

وكمان (أحمد لطفي السيد) نفسه اللي بيسموه أستاذ الجيل 

لما كتب مقال في الجريدة في 1913 

 تحت عنوان  " تمصير اللغة العربية"... 

ودعا إلى ترجمة كل العلوم باللغة العامية 

وقال (إن اللغة العربية تجمدت من أيام العباسيين ، 

ولا يستطيع أحد أن يعيد تعريف كلمات مثل البسكيلتة ،

 الأتوموبيل ، والجاكيتة ، والبنطلون ، والجزمة "... 

وعرف اللغة العربية بأنها فقيرة جداً وبعدها تم عقد المجمع اللُغوي الأول 

 وإيجاد مرادفات للكلمات دي لإثبات إن الهجوم من لطفي السيد 

مجرد ظلم وتم إيجاد المرادفات اللي كلنا بنستخدمها دلوقت زي

 " الدراجة ، والمعطف ، والسروال ، والحذاء ، والسيارة .. وغيرها)

أحمد لطفي السيد

 

وبعدها تم شن حملات ضد اللغة العربية من عدد كبير من المفكرين ، زي  

 (أنيس خوري ، روفائيل اليسوعي ، جميل صدفي الزهاوي الشاعر العراقي ، وغيرهم ...) 

لكن صدى الدعوة كان أكبر في 1960 لما خرج  الشاعر و الأديب اللبناني

 " سعيد عقل "  بقصيدة " يارا  Yara " واستخدم في كتابتها " الفرانكو " 

في سابقة بتحصل لأول مرة فإعتمد على الأبجدية الفرانكونية .. 

واللي قريبة كمان من نفس طريقة كتابة الفرانكو في الوقت الحالي 

وبعدها أصدر جريدة متخصصة " بالفرانكو " بتعتمد على  " اللهجة اللبنانية المُعدلة"  

وقال أنها سهلة التعلم وتصلح كبديل عن اللغة العربية 

حتى مع إحتوائها علي 36 حرف ، وبدائل صوتية فبدأ يعمل منشورات دعائية

 انك تتعلمها في نص ساعة وتعالى مدرستنا وجرب وهتلاقيها احسن لغة 

طبعا هاجم المفكرين والكتاب سواء في لبنان أو في العالم العربي مشروعه ،

 اللي كان متناقض في ذاته ، لإعتماده على اللغة العربية أصلاً 

كده انت معملتش أي جديد ؟ لو تقدر تخترع أبجدية مستقلة إتفضل

  لكن إنت كده مقدمتش أي حاجة اساسًا... كل اللي بتعمله انك بتشوه لغة تانية

الغريبة إن  "يارا " هي القصيدة الوحيدة اللي نشرها بالاسلوب ده  ..

وكتب كل أشعاره بعد كده باللغة العربية !! والأغرب إن الشاعر اللبناني عقل هو صاحب 

الأغنية الشهيرة زهرة المدائن  اللي غنتها " فيروز "  

ومع ذلك فضل من أنصار "الفرانكو"  ومن أشد الداعمين له في موقف متناقض مع الذات …

 ومات عقل سنة 2014 في نفس التوقيت اللي صعدت فيه موجة الفرانكو

 وإعادتها للواجهة في العالم العربي تاني ..


الشاعر / سعيد عقل


دلوقت بعد ما عرفت قصة الفرانكوا .. تفتكر استخدام اللغة دي 

سهل التواصل بين الناس ولا كان سبب في سوء فهم بعضنا لبعض ؟ 

وهل فعلاً استخدام اللغة العربية كان سبب في تعطيل حصولنا على العلوم وتطويرنا

ولا دي حجة لمحاولة محو الهوية  ؟

أيًا كان رأيك إيه .. بس الأكيد إنك ما بتحبش الفرانكو .. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتشرف بتعليقك ونقدك دائمًا ..

اخفاء القائمة الجانبية من الرئيسية

Post Top Ad

Your Ad Spot