مدونة متنوعة المواضيع بين الرائج والتاريخي والغريب

اعلان اسفل القائمة العلوية

test

الخميس، 2 نوفمبر 2023

مو صلاح إنسان أناني .. رحلة الملك المصري من قطار الدرجة الثالثة لصفوة المجتمع | mohamed Salah's jump


"  مو صلاح إنسان أناني "

فيه دراسة إقتصادية بتقول إن الناس على مستوى العالم كله متقسمين لأربع أقسام .. 

موظفين بيستبدلوا وقتهم مقابل أجر ثابت وأصحاب مهن حرة بيستبدلوا مهاراتهم مقابل أجر متغير ، ورجال أعمال بيستبدلوا مجهود الاتنين اللي قبلهم مقابل ربح البيزنس بتاعهم ، والنوع الرابع هو المستثمر ، واللي من خلال تشغيل أو تمويل الثلاث فئات السابقين بيكون ثروة كبيرة ..

وهو ما يسمى بـ Cash Flow Quadrant أو مربع التدفق المالي (E , S , B , I)

والشائع عن التقسيم ده إنك تقدر تتحرك أو تقفز بين الثلاث أنواع الاولانيين ، وإن ده شيء وارد.. يعني تقدر تكون موظف ومع الوقت تكتسب مهارة جديدة وتبقى صاحب مهنة حرة ، ومع الوقت تأسس بيزنس بناءًا على مهاراتك السابقة دي .. لكن شبه مستحيل إنك تصل لخانة المستثمر لو ما اتولدتش عندك الامكانية المادية لده .. يعني ورثت مبلغ ضخم وأصول كبيرة ، أو بتدير كيان كبير من تأسيس العيلة 

وإن ده بيحصل بنسبة ضئيلة جدًا ، لأن خانة المستثمر اللي مربع التدفق المالي يقصدها 

بتشكل ٣٪ بس من سكان الأرض .. لكن هل القاعدة دي صعب كسرها فعلًا زي ما بيقولوا ؟ ولا أي حد يقدر أيًا كانت ظروفه يكسرها ؟

الحقيقة إن ممكن أي إنسان يتحول من مجرد موظف مش عارف يكمل الشهر لواحد من صفوة البشر ، ماديًا لكن لازم تكون عنده صفة واحدة بس .. الأنانية وحب الذات .. وهو ده اللي عمله صلاح بالظبط .


سبحان مغير الأحوال ..

سنة ٢٠١٩ بتختار مجلة تايمز محمد صلاح كواحد من أكثر ١٠٠ شخصية تأثيرًا في العالم ، لكن لو رجعنا ١٠ سنين لورا قبل التكريم ده هنلاقي إن الوضع كان مختلف تمامًا

صلاح وقتها كان عنده ١٨ سنة ، وكان واحد من ضمن لاعيبة كرة قدم كتير قاعدين على دكة البدلاء ، في فريق أقل من العادي .. في الوقت ده كان صلاح بيتعرض للتنمر بشكل كبير بسبب صغر حجم جسمه ، وكمان بسبب إنه شاب ريفي جاي من قرية بيلعب في نادي في العاصمة ، وبرغم إنه كان بيسافر من بلده لنادي المقاولين .

كل يوم رايح جاي ، وبيقضي في الطريق ٦ ساعات كاملين من يومه وكفيلين إنهم يهدوه ويخلصوا طاقته ، إلا إنه كان ملتزم ، فعمره ما إتأخر على تمرينة ولا نزل الملعب وهو مش مركز مع إن فرصته كانت قليلة في حتة النزول للملعب دي لأنه قاعد دكة ، لكن حبه لذاته خلاه دايمًا مركز إنه لو أخد الفرصة ونزل الملعب استحالة يضيعها، وبالفعل ده حصل يوم ٣ مايو سنة ٢٠١٠ .. لما شارك صلاح في اول مباراة له في الدوري المصري الممتاز لما قرر مدربه يشركه كبديل ضد نادي المنصورة ساعتها أدى صلاح بكل قوة ، صحيح ما هدفش لكنه كان متميز وده خلى المدرب يفكر فيه كلاعب أساسي يبدأ بيه المباريات علشان يحط أول أهدافه في نفس الموسم في ٢٥ ديسمبر في سنة ٢٠١٠ ، وفي مين بقى ؟ في النادي الأهلي ، علشان بعدها تتكلم عليه مصر كلها كلاعب واعد .. لكن وصفوه بحاجة مهمة جدًا .. الأنانية ، وطالبوه بالإهتمام باللعب الجماعي 

مش فاهمين اللي صلاح فاهمه .. مش فاهمين إن دي اصول اللعبة وبعد نهاية الموسم ده بيقرر صلاح إنه لازم يلعب في أهلي او زمالك بقى .. وبالفعل بيطلب الإنضمام لنادي الزمالك واللي بيرفضه رئيس النادي (ممدوح عباس) في وقتها وقال عليه إنه صغير في السن والحجم ، وكمان قليل الخبرة ولا يصلح لنادي الزمالك .

هنا لو حد تاني غير صلاح كان إكتئب ، وقال خلاص كده ، أنا هقضيها بين أندية الدوري الممتاز المتواضعة .. ولما اعتزل أفتح مدرسة كورة ولا مطعم والدنيا هتمشي 

لكن صلاح استخدم كل طاقة الغضب دي في إنه يركز اكتر إنه ما يضيعش أي فرصة أيًا كانت نسبة نجاحها ضئيلة . 

وكمل صلاح في اجتهاده علشان تحصل المعجزة سنة ٢٠١٢ لما بيقرر نادي بازل السويسري إنه يرتب مباراة ودية مع منتخب مصر تحت ٢٣ سنة واللي كان محمد صلاح واحد من لاعبيه ، صلاح مع انه كان بديل ونزل في الشوط التاني ، إلا إنه قدر يسجل هدفين ، ويخطف عيون نادي بازل ، في وسط استادهم رانكوف في مدينة بازل

ولأن الناس دي ما بتهزرش وبيمتازوا بنفس الأنانية اللي عند صلاح ، عرفوا إن صلاح لاعب يقدروا يشتروه بمبلغ صغير ويطوروه ويبيعوه في أوروبا بمبلغ كبير .. فدعوه يتدرب مع الفريق أسبوع كتجربة ، ودعوا سماسرة كتير وخبراء كرة وتسويق 

علشان يتابعوا صلاح وهو بيتدرب أو بيخوض مباريات ودية ، وبالفعل بعد نهاية الأسبوع ده وتحديداً في ١٠ أبريل ٢٠١٢ ضم بازل السويسري محمد صلاح لصفوفه بمبلغ ٢ مليون يورو .. وهنا بتتبدل حياة صلاح ..

لكن التزامه وأنانيته في اقتناص أقل الفرص ما اتبدلش 

فكان سبب أساسي في فوزهم بالدوري السويسري في نفس الموسم وحصل على لقب أحسن لاعب ، هتقولي لحق يتأقلم إزاي وهو حتى ما بيعرفش يتكلم لا سويسري ولا انجليزي ؟.. هقولك الدوافع كانت اكبر من كل العوائق دي ، وإن صلاح كان بيتكلم لغة كرة مفهومة واللي بالرغم من كونها لعبة جماعية ، إلا إن نجومها يمتازوا بالأنانية 

وكل واحد فيهم بيقدر يستغل امكانياته لتحقيق أهدافه كويس ، ومن بازل السويسري لنادي تشيلسي الانجليزي ، ومن تشيلسي لفيورنتينا الإيطالي ومنه لروما ..

لحد ما وصل لمحطته الأكثر نجاحًا ، نادي ليفربول الانجليزي .. 

والباقي انتوا عارفينه كويس ..

صلاح في كل محطة من المحطات دي ، وفي كل ماتش وفي كل لحظة كان مركز مع أقل الفرص ، كان بيمتاز بالأنانية ، وقادر يستغل إمكانياته بإفراط ، زي السرعة والمهارة الفردية ، واللي بيكسب به بيلعب به ، وبكده وبسبب الأنانية وحب الذات والإصرار 

يتحول صلاح خلال ١٠ سنين بس من شاب ريفي ، غير حاصل على شهادة جامعية

متربي في عيلة من الطبقة المتوسطة أو أقل من المتوسطة ، لا يملك معارف ولا وسطة ولا ميراث ، ولا حتى قوة بدنية مهولة ، بل كانوا زمايله بيتنمروا عليه بسبب صغر حجم جسمه .. بيتحول لقدوة لملايين البشر حول العالم ..

من إنسان عدد ساعات يومه أقل من باقي البشر بـ ٦ ساعات بيتشحطط فيهم في المواصلات علشان يلحق تمرينه ، ومن شاب كان متخيل إن إنتقاله للزمالك هو أفضل حاجة ممكن تحصله .. لواحد بيندفع فيه مليارات من أكبر الأندية ، وعنده رفاهية إنه يقدر يرفض كمان ..

وبالشكل ده بيقدر صلاح يكسر مربع التدفق المالي اللي اتكلمنا عنه في بداية كلامنا 

وبيقفز من فئته كصاحب مهنة حرة ، اللي هي مهارته كلاعب كرة قدم 

لواحد من صفوة المجتمع ، الـ ٣٪ اللي قادرين يخلقوا بيزنس كبير متكامل ويستثمروا مهارات ووقت الباقي من البشر الـ ٩٧ ٪ ..

كل ده تم بالإلتزام اللي نبع في الأساس من حب الذات ، علشان كده صلاح أسطورة حية

 

كل الأشياء تتبدل ..

لحد ما حصل اللي حصل .. يوم 7 أكتوبر 2023 لما حصلت أحداث غزة ، وبدأ العالم ومشاهيره ينقسموا لحزبين .. منهم اللي بيدعم أصحاب الأرض ، وحزب تاني بيدعم سارقي الأرض .. والمرة دي كانت غير كل مرة .. المرة دي أي حد على وجه الأرض بقى مُطالب بالانحياز لطرف من الأطراف .. يا إما تدعم أصحاب القضية ، وتخسر كتير

أو تدعم العصابات المسلحة اللي كَّونوا دولة من غير دولة وتكسب أكتر وأكتر .. تكسب تواجدك في مكانتك الحالية على الأقل ..


لكن ما ينفعش تقف على الحياد .. وهنا بنلاقي من أكثر شخص عربي ومسلم 

تأثيرًا في العالم وشعبية .. رد فعل سلبي جدًا .

متأخر قوي علشان كان لازم يترتبله إنه يخرج بلامشاعر تمامًا .. لا يوضح إنه متعاطف مع حد .. ولا منفعل لحد .. بكلام حيادي 100% ..

ونتفاجئ بخطاب يُظهر صلاح للأسف كالدمى الخشبية .. اللي لما كنا بنشوفها في أفلام وصور أصحاب نظرية المؤامرة كنا أحيانًا بنتريق ..


أخيرًا ، الوجود في حياة الصفوة له شروط ، رصيدك في البنك أقل شرط فيهم 

وللأسف صلاح إختار الأنانية اللي نجحته ..  

إختار يكمل مع الصفوة .. ويمسك العصاية من النص .

ويسيبنا قصاد أسئلة كتير جدًا .. أهمهم ، هل اللي عمله صلاح ده غلط ولا صح ؟ 


ولكن مع كده فهمنا  حقيقة مهمة جدًا .. 

عرفنا إننا نقدر نبقى من صفوة المجتمع لو عايزين من بكره الصبح 

بس يا ترى .. هنرتاح هناك ؟! 






ياريت تتابعنا لمزيد من المقالات والقصص الغريبة والنادرة على مدونة Amir Documents

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتشرف بتعليقك ونقدك دائمًا ..

اخفاء القائمة الجانبية من الرئيسية

Post Top Ad

Your Ad Spot