مدونة متنوعة المواضيع بين الرائج والتاريخي والغريب

اعلان اسفل القائمة العلوية

test

السبت، 11 نوفمبر 2023

" ألبرت الصغير - التجربة الأبشع في تاريخ البشرية "




 " ألبرت الصغير - التجربة الأبشع في تاريخ البشرية  "



البشر .. زي ما اتعرف عنهم الذكاء والقدرة على التكيف 

اتعرف عنهم الوحشية والقسوة 

اللي بتنافي طبيعتهم الانسانية 

واتعرف عنهم رغبتهم في تحقيق مصالحهم وأهدافهم الشخصية 

حتى لو على حساب بني آدم تاني 

وده بيظهر في مجالات كتير ، أهمهم الطب النفسي 

اللي علشان يطوروه ، كان عندهم استعداد 

يهدموا حياة بشر تانيين 

في بدايات القرن الماضي ومع بداية سنة ١٩٠٠ 

اتشهر علم النفس بشكل كبير 

وبدأت الدول العظمى تهتم بيه جدًا 

وكانت تجاربهم في البداية بتتم على الفيران والحيوانات عموماً 

ولكن لتعطش البشر لكشف أسرار علم النفس 

بدأوا في اجراء التجارب دي على البشر بشكل مرعب 

ومن خلاله قدروا يتحكموا في البشر وسلوكياتهم

وأول من نفذ تجاربه النفسية على البشر 

العالم (جون واتسون) ، من أهم علماء الطب النفسي 

والمعروف بصاحب أبشع تجربة نفسية في تاريخ البشر 

واللي كان الغرض منها إنه يجاوب على سؤال محير جدًا

هل يولد الانسان طيب ولا شرير ؟ 

ولا بيتولد ككتاب أبيض وبيكتسب صفاته الشخصية 

من خلال التربية والبيئة اللي بيعيش فيها

بدأت التجارب من النوع ده بقيادة العالم (إيڤان باڤلوڤ)

وقام بتطبيقها في البداية على الكلاب 

وكانت أشهر تجاربه ، تجربة الجرس المعروفة 

واللي طبقها على الكلاب لما لاحظ إيڤان إن لعاب الكلاب 

بيسيل بشكل أكبر لما بيشوفوا أو بيشموا الأكل 

وهنا بدأ ينفذ تجربته ، في كل مرة كان بيحط للكلاب الأكل

كان بيضرب ليهم جرس 

لحد ما ربطت الكلاب بين صوت الجرس وميعاد الأكل

وبعد فترة بقت الكلاب بتفرز لعاب أكتر مجرد ما تسمع صوت الجرس 

بدون ما يشوفوا الأكل ولا يشموا ريحته 

وبقى جسمها وعقلها مبرمج على صوت الجرس

إيڤان كان عنده تلميذ شاطر جدًا إسمه جون واتسون 

واللي قرر إنه يكمل الطريق اللي بدأه أستاذه 

بس بدل ما ينفذ التجارب دي على الكلاب .. قرر إنه يجربها 

ولأول مرة على البشر 

وكان واتسون عالم بارز وعنده بحث بيقول 

إن سلوك الإنسان وصفاته لاتعبر عنه أبدًا 

ولكنها بتعبر عن تربيته وتعليمه والتجارب اللي مر بيها في حياته 

وقال في أبحاثه جملة غيرت كتير في علم السلوك 

(أعطني ١٢ طفل أصحاء جسدياً ومال ، وسأضمن لك مستقبلهم 

وشخصياتهم ، وقال أنه قادر يخلي أي طفل فيهم 

أستاذ أو طبيب أو عالم ، وممكن يخليه قاتل متسلسل) 

وهنا قرر واتسون إجراء تجاربه الغريبة 

اللي بدأها على رضيع عمره ٩ شهور

أطلق عليه واتسون إسم (ألبرت) 

واللي فضل إسمه الحقيقي غير معروف لمدة ٩٠ سنة 

بدأت التجربة سنة ١٩٢٠ لما قدر واتسون يقنع ست فقيرة 

بإجراء التجارب على طفلها مقابل دولار امريكي واحد 

تقدر تشتري بيه حليب لطفلها الرضيع 

وبدأت التجارب بتعريض الطفل لعدد كبير من الحيوانات 

زي الكلاب والقرود والأرانب والفيران 

وكان الطفل ألبرت في كل مرة بيبدي رد فعل عادي ومنطقي جدًا

فكان بيلعب مع الحيوانات دي بدون خوف 

إلا إن واتسون خلال التجارب دي لاحظ إن الطفل ألبرت 

بكى وخاف جدًا لما حد قفل الباب بصوت عالي 

فقرر واتسون يجري عليه تجربة سماها القضيب الحديدي

وكان من خلالها بيحضر فار للطفل 

وبمجرد ما الطفل يبدأ يلعب معاه 

كان بيضرب واتسون قضيب حديدي بشاكوش 

علشان يخرج صوت عالي جدًا ومخيف فبمجرد سماع الصوت 

كان الطفل بيبكي بشدة ، وكرر واتسون التجربة أكتر من مرة 

لحد ما تغير سلوك الطفل بشكل مفزع 

فبدأ يربط بين صوت ضرب العمود الحديدي 

اللي بيسببله الخوف بالفار نفسه 

فبمجرد ما بقى يشوف الفار بقى يعيط ويخاف جدًا على عكس الطبيعي 

الحالة دي اللي كررها واتسون مع الطفل ألبرت 

وباقي الحيوانات فبقى مجرد ما الطفل يشوف حيوان منهم 

يدخل في نوبة بكاء شديدة .. لربط عقل الطفل بينهم وبين الصوت المخيف 

اللي بيصدر من القضيب الحديدي 

في الوقت ده تم انتقاد تجربة واتسون من العلماء 

وخصوصاً لما عرفوا إن الموضوع لم يقتصر 

على تجربة القضيب الحديدي بس ، 

بل كان واتسون بيقوم بأذية الطفل وضربه 

في وجود الحيوانات دي اللي المفروض ألبرت كان سعيد بوجودهم في البداية 

ولكن بدأ يربط الطفل بين وجود الحيوانات دي والتعذيب والضرب والخوف 

اللي بيتعرضله ، فبدأ يدخل في نوبة بكاء شديدة لما يشوف أي حيوان منهم 

أو أي شيء يفكره بالتجربة دي 

انتهت التجربة هنا ودفع واتسون الدولار المتفق عليه لوالدة ألبرت

وعدت السنين والاوساط العلمية كرمت واتسون كواحد من أهم علماء السلوك في العالم 

لحد سنة ٢٠٠٩ لما مجموعة من الباحثين قرروا تعقب هوية الطفل ألبرت 

علشان يعرفوا إيه اللي حصل له بعد كده 

وازاي اتطورت الفوبيا عنده اللي بناها واتسون 

وازاي تجربة زي دي أثرت على حياته

وبعد بحث لمدة طويلة قدروا يوصلوا للهوية الحقيقية للطفل ألبرت 

واكشتفوا اسمه الحقيقي (دوجلاس ميريت) واتصدموا لما عرفوا

إنه توفى في عمر ٦ سنوات 

بسبب إصابته بنوبات بكاء حادة ما بتنتهيش

عرضته لمرض استسقاء الرأس

علشان يعيش خمس سنين من الرعب والخوف 

من كل حاجة حواليه تقريبًا ، ويموت وهو لسه ما واجهش المجتمع 

ودي كانت واحدة من أبشع التجارب اللي طبقها العلماء على البشر 

تجربة اتكرم بسببها عالم أنهى حياة طفل 

بعد ما كان سبب انه يعيش في حالة من الرعب لسنين طويلة 

يا ترى كام عالم اتكرم بسبب اثره في تطوير العلم 

وهو في الأساس كان سبب في نهاية حياة بشر بسبب غرائزه الشخصية 

ونجاحه الوهمي ؟ كام عالم كان سبب في دمار حياة البشر 

بحجة تطوير العلم ؟ كام انسان اتأذى بسبب انسان 

لمجرد توهم واحد منهم انه أهم من التاني ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتشرف بتعليقك ونقدك دائمًا ..

اخفاء القائمة الجانبية من الرئيسية

Post Top Ad

Your Ad Spot