" لغز لوحة زهرة الخشخاش "
سنة ٢٠٠٣ صدر فيلم حرامية في تايلاند
بطولة كريم عبد العزيز وماجد الكدواني وحنان ترك
ومن إخراج ساندرا نشأت ، واللي كانت قصته بتدور
حول تبديل البطل وأخوه للوحة (زهور الخشخاش)
للرسام الهولندي (فينسينت فان جوخ)
بس اللي صناع الفيلم ما يعرفهوش
إن لوحة زهرة الخشخاش اللي سرقوها أو بدلوها
بلوحة مزورة .. هي نفسها مزورة
رسم فان جوخ اللوحة دي سنة 1887
قبل انتحاره بتلات سنين بس ومع أنه عانى من الفقر والمرض طول حياته
لكن بعد وفاته بقت لوحاته أغلى اللوحات العالمية
وما يقدرش يقتنيها غير أغنى الأغنياء
وخصوصاً زهور الخشخاش اللي سعرها النهارده ٥٥ مليون دولار
سنة 1903 انتهى المطاف باللوحة دي لمصر
وتحديداً قصر محمد محمود خليل باشا
رئيس مجلس الشيوخ المصرى واللي كان بيعشق الفنون هو وزوجته
الفرنسية (اميلين هيكتور) واللي اشترت اللوحة دي من مزاد في فرنسا
بمبلغ 400 جنيه مصرى وده مبلغ ضخم جدًا وقتها
و بعد وفاة خليل باشا وزوجته وبموجب وصيته امتلكت الحكومة المصرية قصره
وحولته متحف بإسمه وضم بين جدرانه مجموعة متميزة
من الأعمال الفنية لأشهر الفنانين فى العالم
ومن ضمنهم لوحة زهرة الخشخاش ، لحد يونيو سنة ١٩٧٧
لما تفاجئ زوار المتحف بإختفاء اللوحة تمامًا
وعلى الرغم من جهود أجهزة الأمن المصرية
إلا إنها عجزت عن حل لغز السرقة لمدة سنة ونص
لحد ما تطوع السارق (حسن العسال) واعترف بسرقته للوحة
أمام العقيد محمد عبد النبى مفتش مباحث العاصمة
وقاله انه سرق اللوحة لحساب مرشد سياحي مقابل ألف جنيه
وبالفعل تم القبض عليه و أرشد عن مكان اللوحة في دولة الكويت
عند مدرس مصري شغال هناك
وبالفعل سافر العقيد محمد عبد النبى إلى الكويت للحصول على اللوحة
بمساعدة المرشد السياحي ، مقابل حكم مخفف على المرشد السياحي ده
اللي حرض على السرقة .. لكن للأسف فشلت العملية تمامًا
ورجع العقيد محمد عبد النبي بدون اللوحة
والغريبة إن المحرض الأساسي على السرقة -المرشد السياحي-
تم إخلاء سبيله من الشرطة المصرية
والأغرب إن بعد مرور سنة كاملة على الحدث ده
وفي وقت ما كان واقف اللواء حسين السماحى مدير الأمن العام
قدام محل (ومبى) بشارع البطل أحمد عبد العزيز بالمهندسين
عدت من قدامه عربية بسرعة رهيبة وحد من جواها حدف عليه
لفافة من ورق الجرايد ، التقطها اللواء السماحي فوجد بداخلها اللوحة المسروقة
وبالشكل المريب ده رجعت "زهور الخشخاش" لمكانها فى قصر محمد محمود خليل باشا
وأُذيع وقتها أنه تم العثور عليها بالصدفة في أحد صناديق القمامة
ويا دار ما دخلك شر .. لكن الحكاية ما خلصتش هنا
لأنه بعد ١٠ سنين كتب الكاتب الكبير (يوسف ادريس) فى مقاله الأسبوعى
بجريدة الأهرام يوم 6 يونيو سنة 1988 إن اللوحة اللى تم استردادها سنة 1977
هى لوحة مزورة بتقنية وحرفية عالية جداً
وإن اللوحة الأصلية اتباعت وقتها فى مزاد بلندن ب42 مليون دولار
المقال نزل من هنا والدنيا قامت وماقعدتش
وبالفعل تم استدعاء أكبر خبراء الفن فى فرنسا
اللي فحصوا اللوحة وأقروا كلهم انها لوحة أصلية
وعلشان يطمنوا أكتر تم الاتصال بقاعات المزادات الكبرى فى لندن
وسألوها عن الموضوع ده وبالفعل صرحت أحد القاعات
إنها باعت احدى لوحات فان جوخ لكنها عن زهور ايريس وهى لوحة صغيرة
الدنيا هديت وكله اتطمن وخدوا موقف كبير من الأديب يوسف إدريس بسبب المقال ده
اللي قلب الدنيا وكام سنة والحوار كله اتنسى
ويوسف إدريس نفسه توفى .. وكل من كان له صلة بالموضوع ده
لحد يوم 23 اغسطس سنة 2010 لما اكتشف القائمون على المتحف
سرقة اللوحة مرة تانية بأسلوب غريب وفى أوقات العمل الرسمية بالمتحف
واللي كان بيستقبل وقتها 9 من الزائرين الأجانب
وقام السارق بقطع اللوحة من الإطار أو البرواز بتاعها بموس
وساب السارق الإطار متعلق على الحائط
وخد اللوحة اللي سعرها 55 مليون دولار
وخرج من المتحف فى هدوء تام
تم تكثيف البحث والتحقيق في موضوع سرقة اللوحة
وبعدها بأيام نشرت الصحف على لسان وزير الثقافة وقتها فاروق حسني
إنه تم العثور على اللوحة مع شاب وفتاة فى مطار القاهرة
كانوا هيهربوا بيها للخارج لكن أيام وتم تكذيب الخبر
طب يا جماعة راجعوا الكاميرات شوفوا مين دخل ومين خرج
ده المتحف فيه ٤٣ كاميرا بحالهم
أيوه صح .. بس شغال منهم ٧ بس
طب أجهزة الإنذار .. ازاي الحرامي ده قطع اللوحة
من البرواز وهرب من غير ما الإنذار يضرب
لا ما هي أجهزة الإنذار عطلانة
طب بلاش دي .. فين أفراد الأمن ؟
معقول محدش لمح الحرامي ده وهو بيقطع اللوحة ؟
لا أصل الأمن كانوا بيصلوا الضهر .. طب تقبل الله
الحقيقة إن الحدث ده قلب الدنيا وبسببه ناس كتير
من إدارة المتحف ووزارة الثقافة تعرضوا للحبس سنة مع الشغل
وخصوصاً لما التحقيقات كشفت عن عدم وجود
أي تأمين على اللوحات وإن المبلغ المخصص لتطوير وتأمين المتحف تم إنفاقه
على حملة ترشيح فاروق حسني لليونسكو ولا هو نجح ولا اللوحة بعدها رجعت
ولا تم رصد بيعها في أي مزاد عالمي لحد دلوقت
إنما الحدث الأغرب بقى
إن قبل عملية السرقة ب ٣ شهور طلبت الإذاعة البريطانية bbc
تصوير حلقة عن متحف محمد محمود خليل، ومقتنياته،
وطلب تصوير ظهر اللوحات والطلب ده رفضه المسؤولين عن المتحف
لأن تصوير ظهر اللوحة ممنوع قانونًا ، لأن كل لوحة مكتوب على ظهرها
جميع المعلومات المتعلقة بها (مين رسمها وإمتى ، وقيمتها الفنية والمادية
وإمتى اتباعت ومسارها الكامل لحد ما وصلت المتحف
وغيرها من المعلومات التاريخية عن اللوحة والتى تعتبر سرية
إلا إن أعضاء بعثة ال bbc قدروا يجيبوا
موافقات أمنية علشان إدارة المتحف تسمحلهم بتصوير ظهر اللوحة
وبالفعل حصل .. وبعدها ب٣ شهور اتسرقت
لحد النهارده اللوحة مختفية .. ولحد النهارده برضه
محدش متأكد ١٠٠ ٪ إن كانت اللي رجعت في أول مرة
اللوحة الأصلية ولا لأ .. واللي اتسرقت تاني مرة
هي اللوحة الأصلية ولا لأ .. والأغرب من كده
إن اللوحة اسمها زهور الخشخاش
برغم أن الزهور الصفراء اللي مالية اللوحة مش هي زهرة الخشخاش الحمراء
وإنما الزهور اللي في اللوحة زهور من فصيلة المارجريت
وإسمها باللغة بالعربية زهرة الوزال ، ومفيش في اللوحة كلها غير وردتين خشخاش
صغيرين في زاوية من زوايا اللوحة .. يعني حتى الإسم مضروب
دلوقت بعد ما سمعت حكاية لوحة زهور الخشخاش الغريبة
تفتكر مين متهم في سرقة اللوحة ؟ هل النظام السابق
زي ما حصل واتهمه الرأي العام بسرقة اللوحة بعد ثورة يناير ٢٠١١ ؟
ولا دي مجرد عملية اتخططلها كويس من لصوص محترفين ؟
ولا اللي اتسرقت دي مش هي اللوحة الأصلية أصلاً ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتشرف بتعليقك ونقدك دائمًا ..