(ياما جاب الغراب لأمه - محكمة الغربان)

 (ياما جاب الغراب لأمه - محكمة الغربان)

مع بداية البشرية حصلت حادثة مشهورة جدًا 

كل البشر تعرفها وتعرف تفاصيلها 

حادثة قتل قابيل أخوه هابيل وبدون تطرق لتفاصيلها 

إلا إننا هنقف عند وقت ما إكتشف قابيل إنه عاجز قدام جثة أخوه 

ومش عارف يعمل فيها إيه ؟ 

وهنا ربنا بعتله غرابين بيتخانقوا مع بعض

 فقتل أحدهما الآخر، وبعدين قام بحفر حفرة في الأرض،

 ووضع الغراب الميت فيها وبالشكل ده تعلم قابيل كيفية الدفن 

واللي أصبح طقس أساسي في حياة البشرية كلها 

ومن يومها والغراب له أثر كبير على البشر 

فمنهم اللي بيتشائموا منه ومن لونه 

ومنهم اللي بيخافوا منه لأنه مقترن بالجثث والموت 

ومنهم اللي بيضرب بيه المثل .. 

زي المثل اللي بيقول ياما جاب الغراب لأمه  

الغربان ليها فصايل كتير وبيعيشوا في جماعات وأمم 

زيهم زي البشر بالظبط ومجتمعات ليها تقاليد وأعراف 

 والغربان حيوانات آكلة اللحوم تأكل الحيوانات الصغيرة 

زي القوارض مثلاً ، وبتتغذى على جثث الحيوانات

 و القمامة و الحشرات و الفواكه و الديدان

وتستغل الغربان عادة مصادر غذائية جديدة لجعل حياتهم أسهل.

 زي مثلاً الغراب الأمريكي اللي بيعتمد في غذاءه على صيد السمك أسماكه ، 

وبيستخدم الطعم زي العيش والديدان لصيدهم زيه زي البشر تمامًا

والغربان كائنات ذكية جدًا وعندها وسايل بقاء كتير ومتعددة

 زي سرقة الطعام مثلاً من حيوانات أخرى 

ده غير انهم بيعتمدوا طرق مبتكرة لتسهيل عملية الأكل والشرب 

يعني لاحظوا علماء سلوك الحيوان أن الغراب بيوقع المكسرات ذات القشرة الصلبة

 من الجو أثناء الطيران على الطرق علشان تعدي عليها العربيات

 وتكسر القشرة الصلبة، ويقدروا بسهولة 

يجمعوا الجوز المفتوح وياكلوه بدون تعب

ومن أشهر الحاجات اللي بتميز مجتمع الغربان 

عقدهم للجنازات لما بيموت غراب من المجموعة

 بيجتمعوا لدفنه في وقار غريب وهدوء 

وكمان بيدخلوا في حالة حداد على المفقود من طقوسها 

انهم يفضلوا صاحيين من غير نوم عدة أيام 

يوجد حوالي 27 نوع من الغربان، منتشرة بكل أنحاء العالم

ويرتبط ذكر الغراب بأنثى واحدة بيعيش معاها طول العمر

ولا يسمح لغيره من الاقتراب منها

 وكذلك الانثى تقوم بضرب اى ذكر غريب يقترب منها

وتوصل العلماء إلى أن الغراب يستطيع التعرف على وجوه البشر 

وبيفضل فاكرهم طول حياته ، 

و من خلال دراسة سلوك الطيور لقوا إن الغربان عندها محاكمات 

تعقد لأي فرد منها قام بفعل خارج عن النظام

 ولكل جريمة عقوبة خاصة من طرد بعيد عن الجماعة 

او نتف ريش الغراب المخطئ 

ومن المعروف عن الغراب أنه إذا تسبب أي كائن بموت أحد أفراد المجموعة

 فإنهم يدرسون الأسباب و يلاحقون القاتل ولا يتركونه بسهوله حتي الانتقام منه

ده معناه إنهم عندهم عادة التار اللي موجودة في مجتمعات بشرية كتير

زي الصعيد مثلاً.

كمان في حالة مرض أى غراب وعدم قدرته على الطيران

 تتخذ الغربان قرار بقتله والقضاء عليه خوفا على البقية من انتقال المرض

عن طريق العدوى وفي بعض الحالات بيقوموا بعزله لوقت معين 

لعند ما يتأكدوا أن كان هيشفى أو هيخلصوا عليه

والغراب من الطيور التى جاء ذكرها فى القرآن الكريم

زي ما قولنا في قصة قابيل وهابيل

  ده غير إنه تم ذكر الغراب فى كثير من امثالنا الشعبيه 

اللى بتدل على معرفة الناس ببعض أسرار الحياة الاجتماعية للغراب 

زي مثل ” ياما جاب الغراب لامه ” 

واللي بيتقال كدليل على تقليل قيمة ما جاء به شخص ما

ياما جاب الغراب لأمه ودي مقولة حقيقية ١٠٠٪

والموضوع بدأ لما حد من علماء سلوك الحيوان 

كان متعود كل يوم على إنه يحط أكل للغربان 

اللي بيمروا من مكان بيته ولمدة أربع سنين 

اتعود الراجل ده على كده واتعود انه يراقبهم 

علشان يدرس سلوكهم عن قرب

وفي يوم لقى جنب طبق الاكل مجموعة من أغصان النباتات

 ومعاها غطا معدني لقزازة حاجة ساقعة

تاني يوم لقى نفس الحاجة بس بدل الغطا لقي عملة معدنية

الراجل فضل يراقب المكان لحد ما شاف الغربان وهي جايبة الحاجات دي

وبدأ من هنا يدرس الظاهرة دي 

واللي اتعرفنا عليها بعد كده بإسم 

 (gifting) أو الإهداء .. 

و الإهداء ده سلوك بتعمله الغربان مع البشر تحديداً

 وهو اهدائهم الأشياء اللامعة اللي بيلاقوها،

 علامة عرفان وامتنان للشخص اللي بيأكلهم

وده معناه حاجتين مهمين .. 

الأولى إن الغراب زي ما قولنا عنده ذاكرة قوية

في التعرف على وشوش البشر ، وبيفضلوا فاكرين 

اللي آذاهم علشان ينتقموا منه .. وكمان 

اللي بيقدملهم معروف علشان يشكروه

الحاجة التانية إنهم بيعرفوا يتعرفوا على الأشياء 

وبيستخدموا بعضها كنوع من العرفان أو للصيد زي ما سبق وقولنا 

 وبكدة مقولة (ياما جاب الغراب لأمه) 

بمعنى انه بيجيب حاجات كتير فعلاً

 لكن معظمها معدنية لامعة بلا قيمة فعلية 

(غطا ازازة، عملة صغيرة، ميدالية واقعة من حد في الشارع وهكذا)

في الواقع السلوك نفسه لا يقدر بثمن

 بعض النظر عن قيمة الأشياء اللي جابها…

 المهم انه بيهدي حاجة للشخص اللي بيطعمه

 وده اسمه (الامتنان) ودي عادة مش هتلاقيها عند بشر كتير 

الحقيقة بالعادة دي وغيرها يظل الغراب يعلم البشر 

حاجات كتير جدًا من أول عادة الدفن في بداية البشرية

لعند الإمتنان .. اللي بنفتقده في ناس كتير 

يا ما جاب الغراب لأمه .. مقولة عايشة بين الناس من زمان 

لو كنت أول مرة تعرفها فياريت تشاركنا أنطباعك 

 ولو تعرف معلومة مختلفة ياريت تقولنا في الكومنتات