مدونة متنوعة المواضيع بين الرائج والتاريخي والغريب

اعلان اسفل القائمة العلوية

test

الأحد، 19 نوفمبر 2023

" نظرية لومبروزو و المجرم الوسيم "

 

 


 " نظرية لومبروزو و المجرم الوسيم "



تعرف إننا كبشر عندنا قدر كبير من الازدواجية ؟

ومن السهل جدًا إنه أي حد يخدعنا ويضحك علينا 

ونصدقه لمجرد إنه وسيم شوية ولا في مركز اجتماعي مرموق ؟

شهر ٧ سنة ٢٠٢١ انتشرت قضية 

لشاب أمريكي إسمه هيرين كاميرون 

واللي اتحكم عليه بالحبس لمدة ٢٤ سنة

بعد ما كان سبب في انهاء حياة أم وبنتها 

ساعتها الدنيا اتقلبت ورد فعل السوشيال ميديا

كان غريب جدًا ودافعوا كتير عن كاميرون بسبب وسامته 

وكأن الجريمة وعقابها مرتبطين بجمال الشكل والمظهر 

الغريب إننا كبشر بنتعامل مع كل حاجة 

بنفس ازدواجية المعايير فمن السهل علينا جدًا

مجرد ما نلمح صرصار إننا نقتله 

لكن لو الصرصار ده كان فراشة ألوانها جميلة 

فاستحالة نعمل كده .. ولو عملنا كده بالغلط 

هنأنب نفسنا طول الوقت .. مع إن الاتنين أرواح بيؤدوا دورهم في الحياة

خلال اليومين اللي فاتوا انتشرت قضية لطبيب مصري

أنهى حياة زميله ودفنه في عيادته بمساعدة ممرضة ومحامية 

لو بصينا على صور المجرم هنلاقيه بيتمتع بقدر كبير من الوسامة 

كمان مركزه مرموق جدًا ومن عيلة ، وده عكس كل اللي نعرفه 

أو بيتصدرلنا عن شكل المجرم 



سنة ١٨٧٦ صدر كتاب من أشهر كتب علم الإجرام 

كتاب (الإنسان المجرم) للعالم والطبيب الإيطالي 

سيزار لومبروزو ، مؤسس علم الإجرام الحديث 

وبحكم شغل لومبروزو مع الجيش الايطالي 

فقدر انه يفحص جمجمة ٣٨٣ مجرم متوفي 

من مرتكبي جرايم العنف تحديدًا .. 

واكتشف من خلال دراسته للجماجم دي 

وجود تجويف في مؤخرة الدماغ وبعض التشوه في تكوين الأسنان

ده غير انه فحص ٥٧٠٩ مجرم حي 

وبعد الدراسات دي صرح في كتابه 

إن المجرمين متميزين بخصائص جسدية 

وملامح خاصة غير الناس العادية 

راجعة لعوامل وراثية بتدفعهم للإجرام 

والكلام ده معناه خطير جدًا 

إن المجرم بيتولد مجرم ، مجبر على الإجرام 

لكن اللي حصل خلال قضية كاميرون أو الطبيب المصري وغيرهم كتير

عكس كل النظريات والكتب والأبحاث دي 

واللي بالمناسبة سيطرت على تفكير العالم لفترة كبيرة 

فالمجرمين دول كانوا على عكس تصنيف لومبروزو تمامًا

وبيتمتعوا بالوسامة و متربيين أحسن تربية 

ومتعلمين أحسن تعليم وخارجين من أوساط اجتماعية راقية جدًا 

وإن الإنسان المجرم ، ما بيتولدش مجرم مجبر على جريمته 

زي ما قال ولا الموضوع له علاقة بشكله ولا تكوينه الجسماني 



الأغرب إن في الوقت اللي كان العالم كله متأثر بالنظرية دي ومقتنع بيها 

كان لسه خارج من أكبر جريمة في حق البشرية بكام سنة بس

وبعد صدور كتاب لومبروزو بـ ١١ سنة 

تحديدًا سنة ١٨٦٥ تاريخ إنهاء العبودية في أمريكا وأوروبا

واللي استمرت لمدة ٢٥٠ سنة واتمارس خلالها أبشع الجرايم

وراح ضحيتها ٥٠ مليون شخص .. كلهم بلا استثناء

لم يستمتعوا بالوسامة ولا المركز الاجتماتي ولا التربية

في حين إن المجرمين في حقهم من البيض 

كانوا كلهم مناصب مرموقة ومن عائلات كبيرة 

وعلى قدر عالي من الوسامة .. 

وده يفهمنا حاجة واحدة .. حاجة مهمة جدًا 

إن المجرم أيًا كان شكله أو لونه أو مركزه 

فالجريمة بالنسبة له مجرد اختيار 

واستسلام لرغبته في العنف .. وإنه الرادع الوحيد ليها 

هي الأخلاق والدين .. لكن الشكل والمظهر 

مجرد معايير تميزنا عن بعض من بره 

لكن من جوانا احنا بشر معرضين للاغواء 

والإنسان الحقيقي من قاوم اغواءه 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتشرف بتعليقك ونقدك دائمًا ..

اخفاء القائمة الجانبية من الرئيسية

Post Top Ad

Your Ad Spot