" الغاية تبرر الوسيلة - مكيافيللي واقعي أم شيطان ؟! "
الغاية تبرر الوسيلة .. مش كده وبس
لأ ده كمان السبب الوحيد في تطور العالم ده كله
هي المنفعة المادية ، لا أكتر ولا أقل
سواء اقتنعت بالكلام ده أو اختلفت معاه
فأحب أقولك إن المبادئ دي
كانت السبب في السيطرة على دول كتير
وشعوب كتير جدًا ، وحرفيًا سببت ثورة سياسية
بس قبل ما تقول في حقي كلام ما حصلش
لازم تعرف إن الكلام ده مش كلامي
أنا زيي زيك بالظبط ، اتولدت لقيت العالم
بتسيطر عليه الأفكار دي وماشي على خطاها
من سنة 1532 ، تقريبًا في الوقت اللي صدر فيه كتاب الأمير
للفيلسوف والمفكر (نيكولا مكيافيللي)
اللي الناس سمت مبادئه اللي ذكرها في الكتاب ده وغيره
بمبدأ الميكافيلية .. ميكافيلي اتولد في إيطاليا
سنة ١٤٩٤ ، واللي في الوقت ده كانت بتنقسم لعدة ممالك
منها مملكة فلورنسا اللي اتولد وعاش فيها مكيافيللي
واللي كنت تحت سيطرة عيلة إسمها (مديتشي) ،
وبيسيطر على عيلة مديتشي وعلى إيطاليا كلها
الكنيسة بشكل كبير جدًا
وده خلى مكيافيللي يتربى عنده ازدواجية
يعني ابن لعيلة راقية وقريبة من السلطة
دارس كويس ووالده محامي ومهتم بالفلسفة
بيتابع طول الوقت وعود الحكومات والكنيسة للشعوب
وفي نفس الوقت بيتابع عدم تنفيذ الوعود دي
فكبر وعنده ادراك للخبث اللي بيتم بيه إدارة الدول
خلاه قادر يصيغ المبادئ بتاعته في كتبه
وأهمهم كتاب الأمير ، أخطر كتاب في العالم اتكلم عن السياسة
واللي كتبه مكيافيللي خلال فترة نفيه
وما اتنشرش إلا بعد ٥ سنين من وفاته
والحقيقة إن الناس اختلفت على كتابات مكيافيللي
وخاصة الكنيسة اللي حرمت كتبه وخصوصاً كتاب الأمير
ولكن يمكن كل ده حصل بسبب فهمهم الغلط للكتاب ده
واللي ما كانش موجه لعامة الشعب أبدًا
وإنما كان كاتبه مكيافيللي إهداء للأمير
لورينزو الثاني علشان يعرف يرجع الحكم ويسيطر على الدولة
من خلال اتباع النصايح اللي في الكتاب ده
وده مكتوب صراحة في بداية الكتاب
(من يستطيع فهم الكتاب .. يستطيع السيطرة على أي شيء في حياته)
ولكن بعد انتشار الكتاب بين الناس
انقسموا حواليه ففيه اللي سماه أبو السياسة
ومنهم اللي أطلق عليه إسم .. الشيطان
كل ده بسبب أفكار الكتاب وعدم فهمه بشكل صحيح
فالكتاب كان مليان بالأفكار اللي هدفها السيطرة على الحكم
والاستمرار فيه أطول فترة ممكنة بأي وسيلة كانت
واللي عقد فيه مكيافيللي شوية مقارنات بين
هل الملك يكون صالح ولا فاسد ، واختار بوضوح
انه لاستمرار الملك في الحكم لازم يكون فاسد
ولكن يتظاهر بالصلاح .. يعني قاتل متسلسل
بس لابس بدلة شيك .. وإنه ما ينفعش الملك يكون محبوب ١٠٠٪
فلازم يوازن بين حب الناس ليه وخوفهم منه
ويستخدم القسوة بحكمة .. وكمان نصح في الكتاب
إنه أفضل طريقة لإنهاء العداوات هي التخلص من العدو نفسه
مش لوحده ، لأ ده انت لازم تتخلص منه ومن قرايبه
وأحبابه بالكامل .. وبسبب الأفكار الدموية دي
الناس أطلقت على مكيافيللي لقب الشيطان
ولكن هل فعلاً مكيافيللي قال الجملة الأشهر
(الغاية تبرر الوسيلة) ؟!
الحقيقة إن الجملة دي بعينها اتقالت لأول مرة
على لسان مؤلف مسرحي اسمه سوفوكليس
قبل ميلاد مكيافيللي بـ ١٨ قرن بحالهم
لما قال إن الغاية تبرر كل شر ..
ولو قرأت كتاب الأمير كلمة كلمة مش هتلاقي الجملة دي تحديدًا
بس ممكن تلاقي شبهها في كتابه المطارحات
اللي قال فيه (الفعل قد يدين الفاعل وإنما الغاية تبرره)
والحقيقة احنا شايفين إن مكيافيللي اتظلم
لأن الفهم الخاطئ للكتاب جه من فكرة إن دي أفكاره الخاصة
ولكن هي كانت مجرد محاكاة للواقع اللي اتولد مكيافيللي لقاه موجود
بعد ما سمعت حكاية مكيافيللي واللي غير شكل العالم
بأفكاره .. تفتكر هو مذنب في تمرير الأفكار دي من خلال كتبه ؟
ولا هو كان مجرد محاكي لواقع موجود بالفعل ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتشرف بتعليقك ونقدك دائمًا ..