الطاعون (الموت الأسود)

 

الطاعون (الموت الأسود)

مرت البشرية بمصاعب ومصايب كتير جدًا جدًا على مر التاريخ 

وكان من أسوأها الأمراض والأوبئة اللي كانت بتصيب الناس

وتنتشر بين المدن وتدمرها ، في وقت ما كانش فيه علاج ليها

وفي وقت ما كانش الطب متطور بالشكل الكافي 

بل إن الجهل هو اللي كان سائد في الأوقات دي

وبمجرد ظهور مرض او وباء من الأوبئة الخطيرة للناس

كانوا بيتبعوا طرق وطقوس مالهاش أي علاقة بالطب

زي السحر مثلاً ، واللي كان بيبقى سبب أكبر لإنتشار الوباء

ومن ضمن الأوبئة دي ويكاد يكون أخطرهم 

هو وباء الطاعون واللي من كتر بشاعته سموه 

الموت الأسود .. بسبب إنه كان كافي إنه يخلص على تلتين البشرية

واللي لو كان استمر كان زمان الدنيا فاضية .. 

والكورة الأرضية عدد سكانها صفر 

عن الطاعون هتكون حكايتنا النهارده

يعرف مرض الطاعون بأنه مرض معدي خطير وقاتل

 بتسببه نوع من البكتيريا إسمها يرسينيا الطاعونية

 واللي في العادة بتصيب الحيوانات الثديية والبراغيث

بينتقل الطاعون بين الحيوانات عن طريق البراغيث،

 ومنهم بينتقل إلى الإنسان إما عن طريق التعرض 

لعضات أو قرصات البراغيث أو لمس الحيوانات المصابة 

أو لمس أدوات الشخص المصاب.

يعتبر مرض الطاعون مرض شديد الخطورة خاصة

 في حالة إصابة الشخص بالالتهاب الرئوي أو طاعون إنتان الدم،

و في الحالات دي بتصل نسبة الوفاة بين 30-100% 

إذا تركوا المصاب بدون علاج ، وإجراءات وقائية شديدة

وانتشر الطاعون عبر التاريخ كوباء في مناطق كتير 

وأطلقوا عليه إسم الموت الأسود لأنه كان السبب ورا

 وفاة أكثر من ٣٧ مليون حالة في أوروبا وحدها خلال القرن الرابع عشر

واللي كان عدد سكانها في الوقت ده حوالي ٥٤ مليون نسمة

يعني موت الطاعون حوالي ٧٠٪ من سكانها

خد بالك احنا هنا بنتكلم عن أوروبا فقط .. 

ما جيبناش سيرة بقية العالم 

والطاعون مرض له تلات أنواع رئيسية

أولهم الطاعون الدبلي أو اللي أطلقوا عليه إسم طاعون دملي

 و مرض الطاعون الدملي أكثر أشكال الطاعون انتشاراً 

 و بينتقل إلى الإنسان في حال تعرضه

 لعض أحد القوارض زي الفيران مثلاً

 أو البراغيث المصابة بالمرض وبتنقله ،

 وبتظهر على المريض أعراض مشابهة

 لأعراض مرض الإنفلونزا زي الحمى والسخونية والقشعريرة ،

و كمان بتحصله بعض الاضطرابات الهضمية

وبيصيب الطاعون الدملي الجهاز الليمفاوي 

واللي بيؤدي إلى التهاب العقد اللمفاوية. 

إذا لم يتم علاج طاعون دبلي 

فإنه ينتقل إلى الدم ويسبب تسمم الدم،

 أو الرئتين مما يؤدي إلى الطاعون الرئوي واللي أخطر منه بكتير

و النوع الثاني هو طاعون إنتان الدم ، أو الطاعون الإنتاني 

وبيصيب النوع ده الشخص في حالة 

دخول البكتيريا مباشرة إلى مجرى الدم

 وبتتكاثر فيه وده بيؤدي فورًا إلى تسمم الدم، 

وتظهر أعراضه على المصاب على شكل نزيف، 

وموت بعض الأنسجة، واضطرابات في الجهاز الهضمي.

و النوع الثالث من الطاعون هو الطاعون الرئوي

 واللي بيعتبر أخطر أنواع الطاعون

وبيحصل للمصاب لما بتوصل البكتيريا إلى الرئتين

واللي بتؤدي إلى الإصابة بالنوع ده من الطاعون مباشرةً 

والنوع ده من الطاعون بينتقل من شخص لشخص 

يعني مش من حيوان أو حشرة للإنسان 

  وبينتقل للأشخاص الآخرين في حال سعال المريض 

عبر الرذاذ اللي بيكون محمل بالبكتيريا،

 ويعتبر النوع ده من الطاعون هو اللي سبب في انتشار الوباء

وبالنسبة لتاريخ الطاعون فهو أبعد وأقدم بكتير من اللي عوام الناس يعرفوه

والثابت علميًا أنه الطاعون ظهر في عصور كتير مختلفة 

بأشكال وتطورات مختلفة في كل مرة

زي العصور الكلاسيكية والعصر الحجري والعصر البرونزي

 والعلماء اكتشفوا ده من خلال تحليل الحمض النووي في أسنان البشر

لكن بالنسبة للتاريخ الحديث واللي نعرفه 

كسكان للكرة الأرضية في الوقت الحالي

   فالطاعون ظهر بشكل جائحة كبيرة حصلت

 في الفترة ما بين القرن الرابع عشر والقرن السابع عشر،  

في مصر مثلاً ظهر الطاعون في القرن السادس عشر 

 و انتقل من خلال التجارة البحرية إلى القسطنطينية وإسطنبول 

وقتل عشرات الآلاف من السكان.

وفي النصف الثاني من القرن السابع عشر 

انتشر الطاعون إلى المدن الساحلية 

في منطقة البحر الأبيض المتوسط وبلاد فارس.

أما أكبر جائحة للطاعون و اللي اتسمى فيها بإسم الموت الأسود

 حصلت في القرن الرابع عشر، زي ما ذكرنا

لما ظهر الطاعون في أوروبا، و كان عدد الوفيات هائل

 وصل إلى القضاء على تلتين لتلات أربع سكان أوروبا 

وموت تقريبًا ٣٧ مليون شخص

و استمر الطاعون في أوروبا لثلاثة قرون متتالية

 انتقل فيها وتكرر ظهوره في كافة أنحاء أوروبا والجزر البريطانية

بالشكل التالي ، في الفترة بين سنة ١٦٦٥ ل ١٦٦٦ 

ظهر ما يسمى بطاعون لندن العظيم وسبب وفاة

من ٧٥ ألف ل ١٠٠ ألف شخص

وبعدها انتقل إلى كولونيا ونهر الراين بين عامي 1666-1670

ثم إلى هولندا بين عامي 1667-1669.

وبعدها لشمال إفريقيا وتركيا وبولندا والنمسا وألمانيا

 والمجر بين عامي 1675-1684.

وبعدها انتقل الوباء عام 1679 إلى مالطا وسبب في وفاة ١١ ألف شخص، 

وبعدها إلى فيينا واللي توفي فيها ٧٦ ألف شخص

حتى عام 1683 اللي اختفى فيه الطاعون من ألمانيا بالكامل 

وشهدت فرنسا آخر طاعون عام 1688

وآخر طاعون مر على البشرية كان طاعون مدينة مرسيليا 

المدينة الساحلية بفرنسا في سنة 1720 

وقضى على ما يقارب 40 ألف شخص.

الطاعون يمكن أسوأ وباء صاب البشر 

وموت أعداد كبيرة جدًا من الناس وغير في حياة بشر كتير وعاداتهم 

في مصر مثلاً كان لما بيموت حد بالطاعون ، 

وبيبدأ القاضي في توزيع تركته بيتفاجئ قبل التوزيع

إنه عيلته بتموت واحد بعد التاني .. 

لعند ما تؤول التركة في النهاية لبيت المال 

وللسبب ده ظهر مثل شعبي (يا وارث مين يورثك) 

والطاعون في الوقت الحالي له علاجات وإجراءات وقائية

في حالة ظهوره البشر مستعدين بيها 

يعني معدش يتخاف منه ولا يسبب رهبة زي الأول

ولكن اللي يسبب الرهبة فعلاً لو ظهر بتطور جديد 

تطور محدش عامل حسابه عليه 

دلوقت بعد ما عرفت حكاية الطاعون 

تفتكر انتشار الطاعون في العالم كان بفعل فاعل 

فيه روايات بتقول كده .. ولكن لم نتطرق إليها

ياريت لو عندك معلومة مختلفة عن اللي ذكرناه في حلقتنا 

تقولنا في الكومنتات

وما تنساش تعملنا لايك وتشترك في القناة علشان يوصلك كل جديد

وبالشكل ده تنتهي حكاية النهارده ومقال النهارده

تابعوا المقالات اللي فاتت واللي جاية .. هتنبسطوا