طرزان الحقيقي
كلنا اتفرجنا وعارفين كويس قصة طرزان
سواء ككارتون كلنا تابعناه واحنا صغيرين
أو فيلم خرج لنا بأكتر من شكل ، وع الأغلب كلنا
نعرف قصته كويس ..
طفل تاه من أهله في الأدغال ، وهناك اللي بيربيه
الحيوانات وتحديدًا غوريلا ، وبتعلمه كل حاجة
وبيكتسب مهاراتهم ولغتهم وطريقة عيشتهم
وبعد ما بيكبر وبيبقى شاب..
أهله بيلاقوه وبياخدوه علشان يعيش وسط البشر تاني
قصة جميلة ولطيفة وكل الأطفال بتحبها
وبتبرز معاني كتير منها إن الإنسان ربنا خلقه يقدر يتكيف مع أي بيئة بيسكنها
ويقدر يكتسب مهارات كبيرة مش مناسبة تمامًا لتكوينه الجسماني
لكن اللي ما تعرفوش بقى .. إن دي قصة حقيقية
بس علشان يقدروا يقدموها للناس تم فيها بعض التحريف
ودي حكايتنا اللي هنستعرضها النهارده
في مقالنا النهارده
على عكس قصة طرزان الشهيرة الطفلة اوكسانا مالايا
ما تاهتش من أهلها في الغابة علشان بعدها تضطر إنها تعيش مع الحيوانات
بالعكس أوكسانا أبوها وأمها هما اللي تركوها بنفسهم مع الكلاب
علشان ما يضطروش إنهم يربوها أو يهتموا بيها
وبتبدأ حكايتنا من قرية صغيرة في جنوب أوكرانيا
تحديداً في نوفمبر ١٩٨٣لما السلطات لقت بطلة قصتنا “اوكسانا مالايا”
وهي في عمر الثامنة بعد قضائها خمس سنوات وسط قطيع من الكلاب.
طفلة مسكينة جدًا اتولدت في منزل مليان بالفقر وإدمان المشروبات الروحية والكحوليات
ولما كانت “اوكسانا مالايا” بعمر حوالي سنتين خرجت من البيت
وكالعادة أهلها في حالة سكر ، ودخلت وسط الأدغال
لعند ما وصلت لقطيع من الكلاب ولأنها طفلة صغيرة
فهي لا تشكل أي خطر للكلاب واللي استشعروا ده فيها من الوهلة الأولى
وهي كمان ما خافتش لأنها مش مدركة يعني إيه خوف في عمرها ده
ولأول مرة في حياة “اوكسانا مالايا” تحس بالدفء والرعاية
تحس إنها موجودة وسط أهلها اللي بيهتموا بيها بجد
بعد ما فاقوا أهل أوكسانا وإكتشفوا أنها مش في البيت
قرروا يدوروا عليها والحقيقة إنهم وصلولها بعد وقت بسيط من البحث
لقوها عايشة بين الكلاب ، وهنا أخد الوالدين قرار من أغرب القرارات
قرار يستحيل معاه إننا نصدق إن دول أهلها
أو عندهم ذرة من الإنسانية والشعور الفطري بخوف الأهل على أولادهم
قرروا إنهم يسيبوها مع الكلاب هروبًا من تحمل مسؤولية تربيتهم ليها
كونهم مدمنين على الخمور ، شافوا إن الأفضل للطفلة
إنها تتربى بين الكلاب ..
مرت الأيام والشهور وبدأت “اوكسانا مالايا” تعيش حياة القطيع
بدأت تمشي زيهم على ايديها ورجليها
وهما حواليها بيوفرولها الحماية كأنها جرو منهم
ومع الوقت تحول شكلها وطبيعتها للقرب من الكلاب
يعني ماشية على إيديها ورجليها ومطلعة لسانها طول الوقت زي الكلاب تماماً
وتأكل وتشرب من البرك والأنهار بفمها ولسانها
أوكسانا ماكانتش تعرف كيفية المشي أو الكلام ككائن بشري طبيعي
لم تعرف سوى إنها تلهث وتنبح عند شعورها بالتهديد
بل أحيانا كانت تزمجر بشراسة عندما تشعر بالخطر
نسيت “”اوكسانا مالايا” تمامًا كل ما يربطها بالبشر سواء اللغة
أو طريقة المشي ، والحركة والتصرف ،
أصبحت – على رأي الباحثين- حيوان في شكل بشري
شاهد أحد الجيران الجدد في المنطقة الطفلة أوكسانا
وهي بتتجول وسط قطيع من الكلاب البرية وده خلاه يخاف عليها جدًا
واعتبره خطرا على حياتها وعلى حياة أطفاله كمان
خاف إن أطفاله يخرجوا من البيت ويقلدوها
فقرر الجار إنه يبلغ الشرطة وبالفعل جت الشرطة للتحقيق
وقدروا يمسكوا أوكسانا بصعوبة لأن زي ما قولنا
قطيع الكلاب كان بيعتبرها واحدة منهم فبيحميها
كمان اوكسانا بدأت في النباح عليهم بسبب خوفها منهم
ما هي ما تعرفش غير كلمتين اتنين من كلام البشر نعم ولا
وعلشان يقدر رجال الشرطة أخذ اوكسانا من وسط الكلاب
اضطروا إلى إغراء الكلاب باللحوم حتى تمكنوا من الحصول على اوكسانا مالايا
بالطبع لما أمسكوا بيها كانت بتتعامل زي كلاب البيت تماماً ،
كانت بتتنطط حواليهم وهي تلعب وتنبح
وتظهر أسنانها التي اتخذت شكل الأنياب
واصبحت حادة من أكل اللحوم النية
وبعد وقت طويل قدروا بصعوبة يسيطروا عليها
في الثامن من سبتمبر ١٩٨٧ اخذت اخصائية اجتماعية “اوكسانا مالايا”؛
من حضانة والديها بأمر من المحكمة اللي حكمت بعدم صلاحية والديها
للعناية بيها أو تربيتها ، وتم نقلها إلى مدرسة “تيريموك” الابتدائية
ودار الايتام في أوكرانيا وفضلت “اوكسانا مالايا” في المدرسة
لمدة أربع سنين من سبتمبر ١٩٨٧ حتى ٢٩ أغسطس ١٩٩١
وبعد كده تم إرسالها إلى مدرسة ثانوية بعد أربع سنوات من الدراسة الابتدائية
رغم أن إدراكها ومهارتها الاجتماعية لم تكتمل بعد ولا تزال غير متطورة
وكانت أوكسانا طول الوقت في دار الأيتام بتقضي وقتها
في إطعام الكلاب وبتعاملهم كإنهم أفراد أسرتها
كانت “اوكسانا مالايا” بحاجة لمساعدة أكثر
فتم نقلها إلى معهد خاص للأطفال
اللي بيعانوا من مشاكل سلوكية و مشاكل التأثر الادراكي
بدأت في التدريب الصارم وبدأت في التحسن
وعلمتها الممرضات كيفية المشي وبدأت في تعلم كلمات جديدة
واحتاجوا لتطوير مهاراتها خمس سنين من التدريب المكثف
لتصل “اوكسانا مالايا” للمستوى المعرفي والاجتماعي المطلوب
كانت عقليتها أثناء محاولة علاجها لا تتعدى الست سنوات
كانت تعرف الأعداد ولكنها لا تجيد الجمع أو الطرح
كانت تعرف شكل الحروف لكنها لا تعرف كيف تقرأ أو تكتب
في عام 2013 ، أجرت Oxana مقابلة على التلفزيون الأوكراني الوطني ،
واتكلمت عن نفسها وأجابت على الأسئلة خلال العرض ،
قالت أوكسانا إنها تريد أن تعامل كإنسان عادي ،
وانها شعرت بالإهانة عندما وصفها الآخرون بـ "فتاة الكلاب".
قالت إنها تريد أن يزورها أشقاؤها كثيرًا وأن الحلم الرئيسي في حياتها
هو العثور على والدتها البيولوجية
اوكسانا دليل كبير على إن ربنا ميز الإنسان عن باقي المخلوقات
لأنه قادر على الدوام الاكتساب والتكيف مع أي بيئة والنجاح وسطها
دلوقت بعد ما عرفت حكاية اوكسانا ، تفتكر هل ممكن الإنسان
يكون أكثر قسوة من الحيوان ؟ وفي الحالة دي تفتكر يستاهل نطلق عليه لقب انسان
لمجرد انه شبه البني آدمين ؟ ولا للإنسانية معايير تانية ؟
وبكده تكون انتهت حكايتنا النهارده عن أوكسانا
لو عندك معلومة مختلفة ياريت تقولنا في الكومنتات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتشرف بتعليقك ونقدك دائمًا ..