" إرم ذات العماد "

   

" إرم ذات العماد "

البشرية عدى عليها ناس تجبرت كتير 

وغرورهم خلاهم يتخيلوا إنه مفيش عقاب 

لدرجة إن فيه إنسان قرر يبني الجنة على الأرض

لمجرد إنه ما يؤمنش بربنا بس مش أكتر 

وكان عقابه إنه يموت هو وقومه قبل ما يشوفها حتى 

قوم عاد .. واللي ذُكِروا في القرآن كأصحاب أجمل المدن على وجه الأرض 

 إرم ذات العماد اللي ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم

وقال عنها {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}

بوصف رهيب .. وبسيط .. يعني ما جاش ولا هيجي زيها 

ومدينة إرم كان بيحكمها شداد بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح,

وهو ملك قوم عاد واللي دعاه نبي الله هود إلى الإيمان بالله

فسأله شداد عن مكافأة الإيمان بالله 

 فكان جواب نبي الله هود بأن مكافأة الإيمان بالله الجنة

فطلب شداد من نبي الله هود إنه يوصفها 

ففضل يوصفهاله نبي الله هود وقد ايه فيها أنهار من حليب 

وعسل ومبانيها من دهب وفضة 

 فبدل ما يقتنع شداد ويؤمن بالله حتى لو لطمعه في الجنة 

 قال لسيدنا هود .. لا حاجة لي في جنة ربك 

وقرر إنه يبني جنة أكبر وأفضل منها على الأرض

شداد ابن عاد كانت مملكته واسعة جدًا

وجيوشه كبيرة لدرجة إنه يقال إن مفيش ملك في الأرض إلا لو دخل في حكمه

وبعد مقابلته مع سيدنا هود بدأ يقرأ الكتب القديمة 

اللي بتوصف الجنة وبدأ يرتب أوصاف الجنة صفة صفة 

وقعد مع مهندسيه علشان يبدأوا في بناء الجنة بتاعته

وبالفعل بدأ في بناء جنته وأول خطوة كانت

 اختياره ل ١٠٠ ملك و تحت يد كل ملك منهم ألف قهرمان

 يعني أمين الملك و وكيله الخاص

اداهم مواصفات الأرض اللي المفروض تشيد الجنة عليها 

وبدأوا في رحلة بحث عن أرض مناسبة فيها نفس المواصفات دي  

وبعد كده .. كتب إلى كل ملك في الدنيا يأمرهم أن يجمعوا 

ما في بلادهم من أصناف من الذهب والفضة والأحجار الكريمة 

فجمعوا كل ثروات بلادهم في 10 سنين

في الوقت ده كانت بعثات شداد للبحث عن الأرض اللي هتتبني عليها الجنة 

لقت أرض مناسبة بالفعل .. وفيها كل المواصفات المطلوبة

 أرض كبيرة خالية من الجبال و الأودية

وفيها عيون وأنهار فبدأوا فورًا في تخطيطها تمهيدًا للبناء

وحشدوا كل العمال والمهندسين وأصحاب الحرف من كل المدن  

 وكان من الطبيعي إن أول أعمال البناء تكون 

حفر الأنهار ووضع الأسس وبعدها بعت إليهم الملوك  

المكلفين بجمع الجواهر والثروات بالجواهر عن طريق البحر محمولة على سفن عملاقة

ويقال إنهم فضلوا في تأسيس المدينة 300 سنة كاملين 

وكان شداد في الوقت ده بلغ من العمر 900 سنة

وده كان متوسط العمر الطبيعي للبشر في الوقت ده 

وبعد ما انتهوا من بناء إرم بعتوا لشداد بتمام بناء المدينة بالشكل اللي هو طلبه 

فطلب منهم شداد يبنوا حصن حواليها لزيادة أمان المدينة 

ويبنوا حول الحصن قصور قصر لكل وزير من الوزراء 

وبالفعل بدأوا في بناء الحصن والقصور المحيطة بيه 

والموضوع ده أخد منهم  10 سنين كاملين 

وبعدين حضروا بين ايدين شداد و أخبروه بأنهم أتموا بناء الحصن والقصور 

فأمر وزرائه و خاصته وحاشيته 

أن يستعدوا للرحلة و يتهيئوا للإنتقال إلى إرم ذات العماد

وأمرهم يصَّفوا كل ممتلكاتهم ويجمعوا كل حاجة ممكن يحتاجوها 

لأنهم هيكملوا حياتهم في إرم .. جنة شداد على الأرض 

فيقال انهم إستعدوا للانتقال وحشد كل ما يملكوه

 من ثروات وخيول وحيوانات مختلفة في عشرين سنة كاملين  

بعد كده اتجه شداد و وزراءه وحاشيته للمدينة

ولحد ما بقى بينه و بينها مسافة يوم واحد من المشي 

أرسل الله عليهم ريح من السماء فقضت عليهم تمامًا

 من غير ما حتى يشوفوا المدينة أو يلمحوها من بعيد

 ذكر المؤرخ الكبير الهمداني في كتابه «صفة جزيرة العرب»

 إن إرم ذات العماد كانت تقوم في «تيه أبين» واللي مكانها دلوقت

 بحر العرب في منطقة خليج عدن جنوب اليمن وعاصمتها زنجبار 

وذكر الهمداني أنها كانت تضم 300 ألف قصر

  طُليت بالذهب والفضة والجواهر، 

وقد استغرق بناؤها 500 عام.. 

وعنها قال الرحالة ابن بطوطة عندما زارها : 

«هي مرسى بلاد اليمن على ساحل البحر الاعظم»

وبكده تكون انتهت واحدة من أعظم وأغرب مدن العالم 

مدينة لم يخلق مثلها في البلاد

اللي تحدى بيها شداد إبن عاد ربنا  

وكان مصيره الموت هو وكل حاشيته 

قبل ما يشوفوها حتى وبعد جهد ٥٠٠ سنة .. 

وبعد ما حشدوا فيها كل ثروات بلادهم بالكامل .. ولكن كان مصيرها التراب 

وبسببها انتهت سلالة عاد وملكه وحكمه

وكل ثروته وأملاكه 

دلوقت بعد ما سمعت حكاية إرم ذات العماد

تفتكر هل المعلومات اللي ذكرها المؤرخين دول حقيقية ١٠٠٪ ؟

ولو حقيقية ليه ما وصلناش من أثر المدينة دي أي شيء 

غير كلام مؤرخين من فترة زمنية كبيرة ؟