" جاسوس في غرفة نوم الرئيس "
جاسوس في القصر الرئاسي .. ملازم للرئيس خطوة بخطوة
و بينقل كل تحركاته للموساد الإسرائيلي
الجملتين دول كانوا مجرد توقع للمخابرات المصرية
بسبب تعقبهم لإشارات لاسلكية مجهولة
ما يعرفوش بتخرج منين تحديدًا
لكن عارفين كويس إن الإشارات دي
بتنقل تحركات الرئيس المصري أنور السادات للموساد الإسرائيلي
وده معناه إن حد مقرب منه جدًا هو اللي بينقل التحركات دي
حد من اللي موجودين في القصر الرئاسي
ما كانوش يتوقعوا إن الجاسوس ده بيدخل غرفة نوم الرئيس نفسه
ورايح جاي معاه في كل حتة بكل حرية
المدلك الخاص بالرئيس السادات .. علي العطفي
علي العطفي كان شاب مصري عادي من مواليد السيدة زينب
معاه الإعدادية ، وبرغم كده كان حظه حلو ورزقه واسع
اتعلم التدليك والمساچ على يد خبراء أجانب وقت الاحتلال الإنجليزي
قبل ما تكون دي مهنة مشهورة أو معترف بيها حتى
وبعد ثورة 52 رجع كل الخبراء اللي كان بيشتغل معاهم لبلادهم
وبالشكل ده بقى هو الوحيد اللي بيشتغل الشغلانة دي في مصر كلها
وفي يوم وليلة ما بقاش ملاحق على المواعيد
وكل زباينه من علية القوم ، ولشهرته الواسعة
بقى من مدربين المعهد العالي للتربية الرياضية
وبقى بيتقال عليه خبير علاج طبيعي
كل ده قبل ما المجتمع المصري يعرف يعني ايه علاج طبيعي أصلاً
لحد سنة 63 لما بتقرر الحكومة المصرية تبعت بعثة
من خبراء التدليك لأمريكا علشان يتدربوا ويرفعوا من كفائتهم
وهو كان على رأس البعثة دي .. اللي كانت مجانية تمامًا
على حساب الدولة المصرية .. وهناك بيتعرف بواحدة هولندية ويتجوزها
وياخد الجنسية الهولندية ، وينهي فترة تأهيله ويرجع مصري
محقق نجاح أكبر وشهرة أوسع
سنة 72 الحكومة المصرية بتفتتح معهد للعلاج الطبيعي لأول مرة
وبتختار علي العطفي علشان يكون عميد المعهد ، وهو معاه إعدادية
مش يحفظ الجميل بقى للبلد اللي علمته
ورفعت شأنه بالشكل ده لأ .. ده في نفس السنة
وهو في احدى سفرياته لهولندا بيقرر قرار شيطاني
بيقرر إنه يروح السفارة الإسرائيلية بنفسه
ويعرض عليهم إنه يشتغل جاسوس
وبالفعل بيتحروا عنه وبيكتشفوا إنه كنز للموساد الإسرائيلي
يعني واحد بيشتغل شغلانة نادرة زي دي
زباينه من السياسيين والوزراء ورجال الأعمال
وعنده من الطمع وحب المال اللي يخليه يعمل أي حاجة
ويبيع أي حد حتى بلده .. وبالفعل بعد زيارته للسفارة الإسرائيلية بأربع أيام
يتفاجئ بواحدة بتخبط فيه في حديقة في هولندا
وبتحط في جيبه ورقة فيها عنوان وميعاد
في الميعاد بيكون علي العطفي في العنوان المكتوب في الورقة
علشان يلاقي عربية سودا تخطفه بسرعة
ويوصلوا لمبنى في منطقة بعيدة
بيدخلوا المبنى وبيقابل هناك شخص من أصول مصرية
إسمه ألبيرج مان واللي كان هو وعيلته من اليهود اللي عايشين في مصر
وهاجروا لإسرائيل بعد 48 .. وإلبيرج مان ده بقى
هو الظابط المسئول عن تدريب علي
بتبدأ رحلة تدريب العطفي على كل أساليب التجسس
زي الحبر السري وإستخدام اللاسلكي والمراوغة والخداع النفسي وغيرها
وفي نفس الوقت بيشتغل اللوبي الصهيوني
على شخصية علي علشان خلال شهور بسيطة يخلوه مشهور عالميًا
بيدوله شهادة دكتوراه ، ويخلوا الصحافة الأوروبية بالكامل تتكلم عنه
عن عبقريته وخبرته وشطارته .. وبعد ما بقى جاهز بيسيبوه يرجع مصر
بس بيرجع المرة دي وهو نجم والصحف العالمية كلها ملهاش سيرة غيره
فبمجرد ما يروح مكتبه كعميد لمعهد العلاج الطبيعي
يلاقي تليفون مكتبه بيرن ويتفاجئ إن اللي بيتصل بيه مندوب من الرئاسة
وبيطلبه إنه يكون المدلك الخاص للرئيس نفسه
بيحس برعب رهيب .. معقول ممكن يكونوا عرفوا هو مين ؟
ولا تكونش طاقة القدر اتفتحتله وهيكون جاسوس على الرئيس نفسه
وجري بيوصل كل اللي حصله للموساد عن طريق
جوابات الحبر السري اللي كان بيبعتها من مكاتب بريد مختلفة
وبيطلع على القصر الرئاسي وخلال ايام بيكون واحد منهم
كل يوم موجود بصحبة الرئيس أنور السادات في القصر
أو في أي مكان تاني بيقيم فيه الرئيس
لحد ما بتلاحظ المخابرات المصرية الإشارات اللاسلكية اللي اتكلمنا عليها في أول الحلقة
وساعتها بتبدأ تشك في كل اللي بيترددوا على القصر
وعلى عكس حذر المخابرات المصرية الشديد
إلا إن علي العطفي بدأ يثق في نفسه زيادة
وبدأ يبعت رسايل من كل حتة ويحتفظ بكل النسخ في مكتبه
لحد ما في يوم وهو في زيارة لهولندا
وبسبب غروره وثقته الزايدة في نفسه
بيقرر يدخل السفارة الإسرائيلية بدون أي ترتيبات أمنية
لا وبيخرج منها للشارع مشي على رجليه
ومعاه رجال من الموساد الإسرائيلي معروفين كويس
في الوقت ده كانت المخابرات المصرية بترصد السفارة
وقدروا يصوروه .. وسابوه لحد ما رجع مصر
وبمجرد ما وصل بيته وإتأكدوا من ده قبضوا عليه سنة 79
واعترفلهم إنه بيشتغل جاسوس إسرائيلي من سنة 72 لوقت القبض عليه
بيتحكم على العطفي بالإعدام وبسبب معاهدة السلام
وضغط الحكومة الإسرائيلية بيتخفف الحكم لمؤبد
وبتتصادر كل ثروته اللي قدرت
بأكتر من 2 مليون جنيه في سنة 79
بيعيش العطفي في السجن وبيتعمي جواه
وبيموت سنة 90 وبترفض عيلته استلام جثته
وكمان بينزل ابنه إعلان في الجرايد يتبرأ منه تمامًا
وبتنتهي هنا قصة واحد من أقذر الجواسيس
حد خان بلده اللي قدمتله مناصب قيادية بشهادة إعدادية
وتتخلد ذكراه بالسوء لسنين طويلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتشرف بتعليقك ونقدك دائمًا ..