" الزرنيخ سم الملوك " كتاب مجرد ما تفتحه وتقلب في صفحاته و تقرالك كلمتين تموت  طبعاً انت متخيل إننا بنتكلم عن كتاب سحر أو شعوذة  ما هو كتاب ايه ده اللي مجرد ما أفتحه أموت  إلا لو كان كتاب سحر ، وسحر أسود كمان لكن الحقيقة إن ده كتاب فلسفي عادي جدًا لكاتب و كيميائي أمريكي اسمه (روبرت سي كيدزي) واللي اصدر منه ١٠٠ نسخة بس سنة ١٨٦٣  كانوا كافيين ينهوا حياة ناس كتير  لأنه بعد ما خلص كتابه طلى غلافه وصفحاته  اللي عددهم ٨٦ بالزرنيخ ، اللي مش هتلحق تخلصهم قبل ما تودع ودلوقت موجود منه نسختين بس في جامعة ميتشيغان تحت الحراسة  الكتاب ده فضل لفترة طويلة من أغرب طرق القتل  وكان تريند بسبب المكون الرئيسي فيه (الزرنيخ)  سم الملوك ، وملك السموم واللي له تاريخ طويل جداً مع البشر في الاغتيالات بين الأسر المالكة وياما حل مشاكل ميراث  ونزاعات على الحكم من أول الإمبراطورية الرومانية اللي اترصد استخدامه فيها بشكل كبير  لحد الامبراطورية الصينية في أقصى الشرق  و واضح كده إنه كان منتشر جدًا وهو الحل اللي ما بيخيبش  اتذكر إسم الزرنيخ لأول مرة في كتابات أرسطو  في القرن الرابع قبل الميلاد  واتسمى بسم الملوك لأنه لسنين طويلة  كان استخلاصه مكلف جدًا وصعب جدًا  وغير متاح لعامة البشر لحد الثورة الصناعية في أوروبا وبدأ يتوفر بكثرة في صورة ترسيبات  على مداخن المصانع وبدأوا أصحاب المصانع  يبيعوه كسم للفيران والحشرات وسموه بملك السموم بسبب خواصه  اللي بتخليه سم مثالي ، لا له لون ولا طعم ولا ريحة وكمية منه من ١٠٠ لـ ٣٠٠ مل جرام تسبب الوفاة الفورية وجرعات أقل منه على سنوات بتسبب الموت البطئ ومن غير ما حد يشك في سبب الموت ده تمامًا  وخصوصاً إن أعراض الإصابة بيه عادية جدًا  يعني غثيان وقئ وإسهال ، ودي أعراض  ممكن تظهر على أي حد وامل سندوتشين كبدة من الشارع  ده غير بقى إن إكتشاف الموت بيه  كان بيتطلب تحليل عينات كبيرة من شعر المتوفي  وفي الوقت اللي كان الزرنيخ تريند  ما كانش فيه تحاليل معملية تأكد ده  وده اللي حصل بالظبط مع بيتهوفن ، الموسيقار العالمي  واللي مات سنة ١٨٢٧ بسبب مشاكل في الكبد  ولكن بعد تقريبًا ٢٠٠ سنة من وفاته  أعلن معهد الصحة العالمي في شيكاغو إن بيتهوفن مات التسمم بالزرنيخ  وما قدروش يكتشفوا ده إلا بتحليل كمية كبيرة  من شعر بيتهوفن واللي قدروا بعد بحث طويل  يشتروه من مزاد في لندن بسعر ٧٣٠٠ دولار  ومن أشهر الشخصيات اللي ماتت بالتسمم بالزرنيخ وما اكتشفوش ده إلا بعد سنين من البحث  كان نابليون بونابرت اللي مات سنة ١٨٥١  على جزيرة (سانت هيلانة) اللي تم نفيه ليها  بعد هزيمته في معركة (ووتر لو) وفضل الإنجليز لسنين بيفسروا موت نابليون  إنه مات موتة طبيعية بسبب تغير الطقس  لحد سنة ١٩٦٢ لما نشر الطبيب السويدي (ستين فورشوفود) كتاب بيشرح فيه إن نابليون مات على يد الإنجليز  بالزرنيخ اللي كانوا بيحطهوله في الأكل بكميات قليلة لفترة طويلة وعلشان يوصل للنتيجة دي مشي في رحلة بحث  لمدة ٢٠ سنة ولف دول كتير لحد ما قدر يجمع كمية كافية من شعر نابليون  اللي كان بيهادي بيها معجبينه  وزي ما الزرنيخ كان سبب موت بشر كتير لسنين طويلة  إلا إنه زي أي مادة كيميائية ليها فوايد  فالجسم البشري بيحتاج الزرنيخ بنسبة  ١ من ١٠٠ ألف في المية للنمو والحفاظ على جهاز عصبي سليم  ده غير إن العلماء لسنين طويلة استخدموا  مركبات الزرنيخ لعلاج الصدفية والزهري ده غير إن الزرنيخ كان هو السبب الرئيسي ورا إنشاء قانون الصيدلة البريطاني سنة ١٨٦٨  اللي بينظم المواد اللي يقدر يبيعها الصيدلي والمواد اللي ما ينفعش يبيعها .. وكل ده حصل  بسبب حادث مات فيه عدد كبير من سكان مدينة برادفورد في انجلترا سنة ١٨٥٨ بسب إنهم أكلوا كميات من الحلوى دخل فيها  مكون الزرنيخ اللي اشتراه الخباز بالغلط  من الصيدلية بدل ما يشتري جبس لخلطه بالسكر ومن بعدها بقى عندنا قانون خاص بتنظيم مهنة الصيدلة  يقال إن عدد قتلى الزرنيخ على مدار التاريخ  يقُدر بأكتر من ٢٠ مليون فرد  قرى كاملة اتبادوا بيه بوضعه في الآبار ولمدة طويلة كان الراعي الرسمي لإنهاء الخلافات الزوجية  وده عدد ضخم جدًا ، ودليل كبير  على إن لو فيه فرصة قدام البشر  إنهم يعملوا جرايم ويأمنوا العقاب هيخلصوا على بعض بدري بدري