مدونة متنوعة المواضيع بين الرائج والتاريخي والغريب

اعلان اسفل القائمة العلوية

test

الجمعة، 8 ديسمبر 2023

" فرسان الهيكل في دقائق | knights Templar

 

" فرسان الهيكل في دقائق "


اتولدنا في عالم بتسيطر عليه بعض القواعد الإقتصادية 

والأنظمة البنكية ، اللي دايمًا بنتساءل 

هو النظام البنكي ده جه منين ؟ وإتأسس إزاي ؟ 

ولكن إحنا مش هنتكلم النهارده عن النظام البنكي 

ولكن هنتكلم عن أول مؤسسيه ، أكبر فصيل عسكري 

من حيث السلطة والمال ، فصيل سيطر على كل دول أوروبا لفترة طويلة 

فرسان الهيكل ، أو فرسان المعبد 

سنة 1070 ، وبعد إنطلاق أول الحملات الصليبية على القدس وبلاد الشام 

أسس تجار إيطاليين منظمة من الرهبان 

مختصين بمرافقة الحجاج من المسيحيين لبيت المقدس 

وعلاجهم ورعايتهم وحراستهم ، إتعرفوا بإٍسم (الإسبتارية)

ومع سيطرة الجيوش الصليبية على معظم سواحل بلاد الشام والقدس 

توسعت حركة الحج ، وبالتالي زاد عدد أعضاء الإسبتارية 

وأضافوا لوظايفهم الطبية ، أعمال عسكرية ، وأعمال تانية غاية في السرية

لحد سنة 1118 ميلاديًا ، لما إنشقت مجموعة من الفرسان 

عن منظمة الاسبتارية من أصول إسرائيلية 

وعلى رأٍسهم قائدهم (هيوجز دي بانز) 

واللي قابل الأمير الفرنسي (بلدوين الثاني) حاكم القدس 

والبطريرك (جاريموند) في بيت المقدس 

واقترح عليهم إنشاء تنظيم رهباني هدفه حماية الحجاج المسيحيين ومحاربة المسلمين 

اقتنع الأمير والبطريرك بالفكرة 

وجهز للفرسان جناح في قصره في جبل الهيكل 

جنب المسجد الأقصى المكان ده اللي كان معروف عنه 

إنه تحته مدفون هيكل سيدنا سليمان ، وعلشان كده إتسموا فرسان الهيكل 

أو الجند الفقراء للمسيح .. 

وكان شغلهم حماية الحجاج ، وتسهيل دخولهم للقدس 

ولكن كان أكتر شيء بيشغلهم هو البحث عن هيكل سليمان 

وبالفعل بدأوا يحفروا تحت المسجد الأقصى لمدة 10 سنين 

يُقال إنهم قدروا خلالها يستخرجوا تابوت موسى 

والألواح المنزلة عليه ، وكتب السحر اللي وضعتها الشياطين 

تحت هيكل سيدنا سليمان ، ونُسبت إليه بعد وفاته

ومع مرور عدد من الحملات الصليبية كبير على القدس 

وزيادة عدد الحجاج ، بالتالي زاد عدد الجماعة بشكل ملفت 

لحد سنة 1129 لما قدر رئيس الدير الفرنسي (برنارد دي كليرفو)

أن يقنع المجمع الكنسي في طروادة بالإعتراف بجماعة فرسان الهيكل

ودي كانت نقطة تحول ضخمة في تاريخ التنظيم 

وبناءًا عليه بدل فرسان الهيكل لبسهم من زي الفروسية 

الأبيض وبيتوسطه صليب أحمر 

لزي الرهبان ، وأصبحوا تابعين بشكل مباشر للبابا 

وبيتلقوا من الكنيسة تمويلات مستمرة 

ومن أوروبا كلها تبرعات نظرًا لخدمتهم الجليلة للحجاج 

ده غير إن بقى عندهم حرية التنقل بين الممالك المسيحية بسهولة 

وكمان تم إعفائهم من الضرايب .. ودي إمتيازات حصرية 

ما حصلش عليها ملوك أوروبا نفسها 

وكل ده كان مقابل بعض الشروط 

أولهم الولاء التام للبابا .. وإنهم ما يتجوزوش 

وتقتصر حروبهم ونشاطهم العسكري على الحرب ضد المسلمين فقط 

وده نجحوا فيه لفترة بسيطة ، وأكبر إنتصاراتهم 

واللي خلاهم مميزين جدًا وليهم سطوة كبيرة 

معركة الرملة اللي قدروا بـ 500 فارس بس 

يهزموا جيش صلاح الدين اللي كان مكون من 26 ألف فارس 

وده معناه إنهم كانوا وحشيين ، منظمين جدًا 

ومتطورين عسكريًا بشكل كبير ويخوف 

لدرجة تخلي سيطرتهم على العالم بعد كده مقنعة تمامًا 

وبعد هزيمة صلاح الدين على يد فرسان المعبد بالشكل ده 

قدر يرتب حساباته ويهزمهم في المعركة الشهيرة حطين 

اللي كانت نهايتهم ونهاية الحملات الصليبية في بلاد الشام 

وبرضه ما استسلموش ، وإنضموا لحملة الملك ريتشارد قلب الأسد 

وحاصر بيهم عكا لمدة سنتين وحاول إستعادة المسجد الأقصى لكن فشل 

وبعدها شاركوا في كذا حملة صليبية ولكن كلهم فشلوا 

وكانت محطتهم الأخيرة في الشرق الأوسط 

لما هزمهم السلطان المملوكي خليل بن قلاوون 

ودق آخر مسمار في نعشهم في المنطقة العربية 

وبالتالي كانت محطتهم اللي بعد كده أوروبا 

واللي بدأوها من قبرص ، ثم لفرنسا 

وهناك في فرنسا قدروا فرسان المعبد يطوروا مهاراتهم بشكل ملفت 

وإشتغلوا في الإستثمار والتمويل والتجارة 

وأنشئوا نظامين بيعتمد عليهم كل بنك موجود النهارده 

أولهم الإقراض بفوايد ، وثانيهم نظام الصكوك 

فكان كل حد من نبلاء أوروبا حابب يحج لبيت المقدس 

كانوا بيستلموا منه إدارة أملاكه مقابل صك 

ورقة كده تثبت هو له كام عندهم ، ومقابلها كان بيقدر 

يستلم وديعة في القدس يصرف منها طوال فترة الحج 

وهي كانت نفس الطريقة اللي بيتعاملوا بيها مع النبلاء 

اللي عايزين يشاركوا في الحملات الصليبية 

واللي كان عدد كبير منهم بيموت خلال الحرب 

وبالتالي بتنتقل ثروته لفرسان الهيكل مباشرة 

ومن هنا أنشأوا شبكة بنكية ضخمة في كل أرجاء أوروبا

وبنوا أسطول بحري لنقل البضائع

فبقوا خلال وقت قليل ، قوة كبيرة معاهم الدهب 

والسلاح ، وكمان متواجدين في مناصب سياسية مهمة في كل دول أوروبا 

فكانوا بالشكل ده أو شركة في العالم متعددة الجنسيات Multinational يعني

وخلال 50 سنة بس من تأسيس المنظمة 

فاقت قوتها الإقتصادية قوة دول أوروبا كلها 

لحد ما زادت ديون الملك فيليب الرابع ملك فرنسا 

واللي كان شخصية قوية جدًا ، وأول من أنشأ جيش نظامي موحد 

واللي شاف إن الحل الوحيد للتخلص من ديونه 

السيطرة على فرسان المعبد 

فبعت مجموعة من جنوده أٍسروا البابا 

وجابوه متكتف من روما لفرنسا 

وعين مكانه البابا (كليمنت الخامس) 

واللي أًصبح بحكم منصبه هو الرئيس المباشر لفرسان الهيكل 

واللي حاول من أول يوم يسيطر على المنظمة 

ونظامها المالي ، ويضمه تحت راية الملك فيليب الرابع لكنه فشل 

فقرر يتخلص منهم تمامًا 

قدر من خلال البابا كليمنت الخامس على إختراق صفوف التنظيم الداخلية 

بتعيين عدد من الجواسيس ، علشان يتفاجئ 

بحقيقة فرسان الهيكل ، وسبب نبوغهم الغريب وثروتهم المهولة 

حقيقة بشعة ومخيفة .. الفرسان كانوا بيمارسوا 

عدد كبير من الممارسات السرية زي الزنا واللواط 

والبصق على الصليب في صلاتهم ، واستخدام الرموز اليهودية 

وتنفيذ طقوس السحر وعبادة الشيطان الأكبر (لوسيفر)

وبعد إكتشاف الحقايق دي ، اللي لحد دلوقت محدش متأكد إن كانت حصلت ولا لأ

وزع الملك فيليب الرابع كل جنوده في كل أنحاء أوروبا 

علشان يسيطروا على مقرات فرسان المعبد 

وصادر ممتلكاتهم ، ووجهت الكنيسة ليهم إتهامات كتير 

زي الهرطقة ، والجرائم الأخلاقية  ، وعبادة الشيطان 

والتهمة الأغرب ، التآمر مع المسلمين 

وبعدها بأيام أعدم مئات من فرسان المعبد بالحرق أحياءًا

وتم حل الجماعة سنة 1312 بموجب مرسوم ساري المفعول 

لا رجعة فيه إلا الأبد 

بس هل بالشكل ده إنتهت الجماعة ؟ إنتهوا فرسان الهيكل ؟

الحقيقة لأ .. لأن عدد المحاكمين من فرسان المعبد 

كان لا يتخطى الـ 500 فرد ، في حين كان عدد أفراد التنظيم 

يتخطى الـ 40 ألف فرد وقتها 

ودول بقى اللي حصل معاهم أغرب بكتير 

لأن العدد الضخم ده إختفى تمامًا ولسنين طويلة 

ومش بنقول هربوا .. لأ دول اختفوا من كل حتة 

يعني أسمائهم إتشالت من السجلات ووثائقهم بالكامل اختفت 

سواء وثائق ملكيتهم لأي شيء ، أو وثائق ميلادهم حتى 

وكأنهم ماكانوش موجودين تمامًا 

وبعد إختفائهم سيطر الإقطاعيين على أملاكهم 

لحد ما ظهر أشخاص منهم لأول مرة بعدها في إسكتلندا   

وأنشأوا كنيسة وظهرت منهم فئة من النبلاء ساعدت في إستقرار بريطانيا 

ومنهم اللي هاجر للبرتغال ، وأنشأ تنظيم بإسم فرسان المسيح 

المهم إنه وبعد إنتهاء التنظيم تمامًا 

إلا إن عدد كبير من التنظيمات والجماعات تبنت نفس نظامهم 

ومشيوا على نفس قواعدهم وخطاهم 

ومن ضمن التنظيمات دي الماسونية أو البناؤون الأحرار

واللي أخدوا من فرسان المعبد ، نفس التنظيم السري 

والتدريب العسكري ، والترتيب الهرمي للرتب 

وكمان إستخدموا نفس الرموز ، ونفس العادات والطقوس 

ومن أغرب المجتمعات اللي تحول تنظيم فرسان المعبد ليها 



جماعة فرسان مالطا ، واللي تحولت لدولة بعد كده 

دولة ذات سيادة ومعترف بها من الأمم المتحدة 

وهي الدولة الوحيدة اللي ملهاش أي تواجد جغرافي 

ولكن هي عبارة عن منظمة مقرها قصر مالطا في روما 

وعدد أعضائها 120 ألف فرد موجودين في كل دول العالم 

في السنين القريبة اللي فاتت ، باحثين ومؤرخين كتير 

برؤوا فرسان الهيكل من كل التهم اللي إتحاكموا بسببها 

وقالوا إن كل ده كان تلفيق من الملك فيليب الرابع 

لمحاولته للسيطرة على أموالهم مش أكتر 

وناس تانية بتقول إنهم لسه موجودين 

وحركة إعدام عدد منهم كانت مجرد 

إخفاء لحقيقتهم وموتها في نظر العوام 

إنت بقى ، بعد ما سمعت عن فرسان المعبد 

تفتكر هما كانوا فعلًا جنود بتحاول تساعد الحجاج 

ولا كانوا عبدة شيطان ؟ 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أتشرف بتعليقك ونقدك دائمًا ..

اخفاء القائمة الجانبية من الرئيسية

Post Top Ad

Your Ad Spot