أول يوم شغل وآخر يوم شغل !

مساء الخير على كل حد بيدور على الضحكة 

في وقت الفرح بقى نادر 

مساء الخير على كل متابعينا ، وعلى كل اللي لسه ما عملش فولو لينا 

هناخدكوا معانا لدقايق هيعيشوا في بالكوا لساعات طويلة 

في ركن بعيد لوحدينا .. بعيد عن كل النكد والقلق المرطرط حوالينا 

بدون حزق وبدون حرق .. استعدوا لجرعة مكثفة من الضحك ، 

ما يقدرش عليها إلا كل صاحب قلب من حديد

مرضى القلب يمتنعون .. لا تخافوا .. ولكن إحذروا ..

إحذروا من اللي بيهزروا .. 

أهلاً بيكوا مرة تانية في مدونتكم ، وموضوع مقالنا النهارده

عن مرحلة كلنا بنمر بيها في حياتنا 

اتخرجت وخلاص نازل تدور على شغل وكلك حماس

مقابلة ورا التانية بتلاقي شركة تلمك ، وتوافق تشغلك 

مع إمكانياتك الصغيرة والمحدودة ، وبراتب صغير

يدوب يكفيك أول ٣ أيام شغل .. وباقي الشهر عارف انك هتشحت

ولكن بتكون فرحان بالشغل ده واكنك خلاص لقيت نفسك 

ما تعرفش ان دي خطوة صغيرة في مشوار طويل 

هتفضل تدور فيه على نفسك لعند ما تتوه 

وحلقتنا النهارده هنتكلم فيها عن أول يوم شغل وجماله وحماسه 

وآخر يوم شغل مع قرفه وندمه وحواراته 

خلينا نرجع بيك ورا كام سنة .. ونفكرك بأول يوم شغل ليك

أول يوم شغل .. اليوم اللي بيكون مليان حماس وطاقة

واللي في العادة بيبدأ بـ … (الفطار) 

طبعًا .. هيبدأ بإيه يعني ؟ اليوم لازم يبدأ بالفطار 

دي قاعدة أساسية اتعلمناها عن أهلنا ، 

إن الفطار ده أهم وجبة على مدار اليوم كله 

وبالذات لو الفطار ده في الشغل فغير انه وجبة مهمة ومفيدة 

إلا أنها كمان بتضيع ساعتين من يوم شغلك 

وأول حد بتتعرف عليه في شغلك الجديد بعد المدير 

واللي يكاد يكون أهم واحد في المكان 

هو الموظف اللي بيلم فلوس الفطار 

الراجل ده مهم جدًا يا جماعة.. 

لأنه من غير حسد عارف هو بيعمل ايه كويس

عارف مين بيفطر ايه كويس 

عارف مين بياخد سلطة وطحينة مع ساندوتش الطعمية بتاعه 

ومين بياخده سادة .. عارف مين بياخد عيش بلدي 

ومين بياخد شامي .. عارف مين بياكل أكل حراق 

ومين ما بياخدش شطة مع الأكل 

تحية كبيرة للراجل .. اللي مهتم بأكلنا 

تبدأ فقرة الفطار ، واللي بتاخدلها ساعتين بالقليل 

علشان نبقى مركزين طول اليوم .. ده المفروض 

طب إزاي ؟ إزاي هنركز في شغلنا بعد كمية الفول 

اللي طحناها دي ؟ ما تعرفش .. بس مفيش شغل بيبدأ 

من غير فطار ، ولو مفيش فطار ، فهتلاقي نرفزة وعصبية 

طول اليوم وكمية تسقيط وأخطاء تودي في داهية 

كده خلصت فقرة الفطار في الشغل 

والناس كلت عيش وملح مع بعض ، 

ومعاها خلصوا أول ساعتين في الشغل

بالصلاة ع النبي .. 

وبعد الفطار طبعًا زي ما انتوا عارفين 

بقى كل الموظفين مليانين طاقة وحيوية 

علشان كده بيجي وقت .. الشاااي

بعد الفطار أكيد طبعًا بيجي ميعاد الشاي 

هو فيه فطار من غير شاي .. ده حتى الناس تاكل وشنا 

نشرب الشاي بقى .. ها .. 

وبعد ما يكون المدير شد في شعره اللي ابيض مننا

وزعق وادى جزاءات للكل 

انت كواحد ده أول يوم ليك في المكان 

مزاجك عنب .. انت يا صاحبي جيت لاقيت النظام كده 

ومشيت عليه .. فطار وفطرت .. شاي وحبست 

ناقصلك بس تناملك ساعتين .. 

بعد الفطار والشاي كان ضروري نشوف شغلنا بقى

ونحلل القرش اللي بناخده.. وهنا يجي دور حد مهم جدًا

الناصح الأمين.. الراجل اللي شايل هم كل الناس

وشايل على كتفه مسئولية انه يعرف كل حد جديد عن النظام 

واللي في الأغلب بيكون هو الموظف الوحيد اللي بيخالف النظام 

فالراجل ده بيبدأ ياخدك من إيدك بقى ويعرفك الدنيا ماشية ازاي

بكل ضمير بيحاول يعرفك أخطاء وقع فيها علشان ما تقعش فيها 

ما تفهمش بقى دي نرجسية ، ولا تكفير ذنوب 

بس الراجل ده هتلاقيه في كل مؤسسة ، 

وقت ما يكون فيه موظف جديد زيك

بيتولى هو مسؤولية تجهيزه لروتين العمل 

وبعد ما الراجل اللزج ده مشكورًا قالك 

الورقة دي بتتمضي منين 

والختم الفلاني ده لا مؤاخدة محطوط فين 

تبدأ تقعد شوية تراقب عجلة الشغل بتدور ازاي 

وتتعرف على كل ورقة ودورها في المكان

وفي وسط ما انت حاير ورايح جاي بتحاول تفهم الشغل 

بتلاقي فيه حد بيحاول يفهمك انت شخصيًا .. 

حد بيراقبك وبيراقب كل تحركاتك ومركز معاك

 اكتر ما انت بتحاول تركز في شغلك الجديد وتفهمن

حد هتلاقيه موجود في كل مؤسسة خلقها ربنا 

وفي العادة لو انتي بنت فهتلاقي الشخص ده شاب 

ولو انت شاب فهتلاقي الشخص اللي بيراقبك ده بنت 

ونقدر نسميها مبدأيًا الفضولية بزيادة 

والفضولية بزيادة دي حد غيته يعرف عن كل حد جديد 

كل تفصيلة ، لمقارنة ما في دماغها هي بس 

وبما انها حفظت كل الناس الموجودين في المكان 

وقرفانة من وشوشهم ، فبيكون الدور عليك انت 

انت بالنسبة لها وجه جديد .. لسه ما تعرفش عنك حاجة

هتلاقي واحدة قاعدة في ركن بتاكل في نفسها 

هتموت وتعرف عنك أدق تفاصيل حياتك 

وأول ما تخلص رحلتك في معرفة تفاصيل الشغل

هتلاقيها جاتلك بقى.. وهتلاقيها بتقولك..

كنت شغال فين قبل كده ؟ 

طب سيبت شغلك ليه ؟ في الأول لأنك غلبان 

بتفتكر انها مزقوقة عليك من المدير مثلاً

فبتكون اجاباتك منطقية ونمطية ، زي النصيب 

والأرزاق و كل واحد له رزق في مكان ومش عارف ايه 

وتجاوب اجابة نموذجية ، صدقني ما فرقتش معاها 

هي كان كل اللي فارق معاها تاخد سلمة جوه حياتك 

ومن السؤال ده للي بعده .. انت خريج ايه ؟

سنة كام ؟ وطبعاً ده بدل ما تقولك خبط لزق عندك كام سنة 

وتفضل تدحلبك لعند ما تتأكد الدبلة اللي في إيدك دي 

عياقة ؟ ولا انت فعلاً خاطب .. طب مش ناوي تفركش 

عايز أقولك اهرب يا صاحبي.. اجري بكل عزمك

ده بداية خازوق هيطلع لا مؤاخدة من.. نافوخك

طبعاً عارفك خايب وما عرفتش تهرب 

وخريت بكل معلومة عن نفسك 

من لما اتولدت على حجر خالتك علشان ما لحقوش المستشفى 

لعند اللحظة اللي عتبت فيها الشركة 

بس مش مشكلة لسه فيه أمل انك تتفادى الخازوق ده 

ووارد جدًا انها تكون صرفت عنك نظر 

بعد ما سمعت قصة حياتك الحزينة البائسة

بعد الفقرة الجميلة دي هتلاقي حاجة من حاجتين 

بيحصلوا في المكان.. يا اما حفلة وناس بتوزع حلويات 

فلانة اتخطبت او عيد ميلاد علانة 

يا اما هتلاقي ناس بتجري وحالة طواريء 

لأن فلانة أغمي عليها في ميعادها الثابت 

من الساعة الثانية للرابعة مساءًا 

وطبعًا في الحالتين احب اقولك مبروك

يومك خلص .. طبعاً بتروح مبسوط .. غاية في السعادة 

بتقول لنفسك ده ايه الشغل الجميل ده

نقعد نفطر ونشرب شاي كده ونرغي ونروح 

فبتفضل لمدة لا تقل عن أسبوع بتروح متشيك 

حالق دقنك ، وشك منور وبتروح في مواعيدك 

لعند ما تكتشف الحقيقة المرة .. انك لا بتتقدم 

ولا بتتعلم حاجة ، ولا بتعمل فلوس ، ولا ليك لازمة 

في سباق الحياة اللي احنا عايشينه ده .. 

وبتبدأ نفسيتك في الانحدار ، ودقنك تطول 

ومواعيدك تبوظ ومظهرك يتبهدل ، 

ويبدأ شكلك يبقى شبه المكان اللي انت فيه 

لفترة من بعد أول أسبوع في الشغل لمدة ٦ شهور بالكتير 

في الوقت ده اللي انت بتقرر فيه .. انه خلاص 

ما عادش ليك مكان وسط الناس هنا .. 

وانك لازم تسيب شغلك .. وهنا بيجي دور آخر يوم شغل  

خلاص رحلتك انتهت في المكان بحلوها وبمرها 

وأخدت قرار ان ده مش مكانك ومش هتكمل هنا 

أو يمكن يكون اللي خد القرار ده مديرك نفسه 

المهم ان رحلتك انتهت بشكل من الأشكال 

يا إما بالرفد ، أو بالاستقالة .. في الحالتين ده 

آخر يوم شغل ليك في المكان ده .. 

و بالنسبة لآخر يوم شغل بقى فله طقوس مختلفة تمامًا

فاكر كلامي انه أي يوم في الدنيا بيبدأ بالفطار

ده اليوم الوحيد اللي بيبدأ بمسكنات من كمية الصداع

صداع من التفكير ، في مستقبلك المغيم ومش باينله ملامح

أو ممكن يبدأ بمهدأت وحاجة كده تخليك مستكين 

بدل ما تصور قتيل ، أو تولع في المكان وانت ماشي 

يا ترى هتعمل إيه بعد ما تخرج من المكان ده 

وهل مرتبك هيكفيك لعند ما تلاقي شغل تاني 

مرتبك اللي ما بيكفيش ٣ أيام في العادي اصلاً

تلاقي الراجل اللي بيجمع فلوس الفطار

بياخد تجاهك رد فعل من حاجتين .. 

يا اما يحاول يعزمك المرة دي على الفطار لأنها اخر مرة 

يا اما بيتجنبك وأكنك ما جيتش وبيعتبر ان آخر يوم ليك 

كان امبارح مش النهارده .. وإن إنت دلوقت مش موجود

مش من ضمن العيلة .. المهم إنه على الأغلب في الحالتين 

هترفض الأكل ، يعني بحكم ان مزاجك متعكر وانك قاطع الزاد وكده 

هتلاقي الراجل اللي كان بيدلك وبيعلمك الشغل 

رايح جاي وراك يجيبلك ورقة من هنا على ورقة من هنا 

بواقي شغلك اللي ما خلصش .. اللي بتكتشف فجأة إنه كان كتير 

ومش هتمشي إلا لما تخلصه .. وانت أصلاً مش طايق نفسك 

هتلاقي البنت الفضولية برضه رد فعلها حاجة من اتنين 

يا اما بتودعك بحزن شديد .. لأنها هتضطر تستنى لما يجي حد تاني 

حد جديد ، يمكن يكون فيه الرجا .. ويكون العريس المنتظر 

يا إما فرحانة فيك إنك هتفضي مكان لغيرك 

لأنك كنت حاجز مكان بالنسبة لها ع الفاضي 

دقنك طويلة ، منظرك يصعب على الكافر 

بس مش هيصعب على الإدارة ويشيلولك الجزاءات 

يعني علشان تقبض ملمين يمشوك فترة لعند ما تلاقي شغل 

لا بالعكس .. دول هيحاسبوك على كل عشر دقايق تأخير 

هيحاسبوك على كباية المياه اللي شربتها 

هيمشوك حرفيًا ملط .. بعد ما كانوا بيوعدوك ان انت هتكون مستقبلك هنا

تقعد تولع سيجارة ، أيوه ما انت بقيت مدخن في الشغلانة 

وترفع حباية الضغط ، وتبدأ تدور في دماغك أفكار كتير عكس بعض 

منها السوداوية ، الانتقامية .. من المدير وأعوانه 

ده أنا بص أقابل وش أمك بره بس 

وأنا أساويه بالأسفلت .. يا إما أفكار وردية مش هتتحقق 

إن إنت مجرد ما تخرج من هنا ربنا هيكرمك 

وتاني يوم هتفتح شركة وتشغل المدير عندك صبي سواق 

تقبض القرشين .. القرشين حرفيًا ، وتاخد ورق تعيينك 

شهادة الجيش والتخرج والكلام الفاضي ده 

وتمضي انك أخدت كل متعلقاتك .. وتخرج 

وبمجرد ما تخرج أكنك ما جيتش .. 

الحياة مشيت جوه عادي خالص زي ما كانت ماشية قبلك 

وانت بره لكذا ساعة حاسس بحرية .. حرية غريبة 

وأكن الشغل كان طابق على نفسك .. 

وتبدأ رحلة جديدة .. في البحث عن شغل جديد 

شغل ومكان تبدأ فيهم تعيش أول يوم شغل

بنفس حماس البدايات لعند ما تفقد شغفك .. وهكذا .. 

وبكده نكون استعرضنا رحلة أي موظف جديد 

من أول يوم شغل لآخر يوم شغل 

لو مريت بتجربة مشابهة للي اتكلمنا عنه في الحلقة

ياريت تقولنا في الكومنتات

وما تنساش تشترك في المدونة

علشان يوصلك كل جديد .. 

وبكده تكون انتهت مقالتنا النهارده

أشوفكم على خير في مقال جديد