العنف و الجنس و الوجه القبيح للميديا

العنف و الجنس و الوجه القبيح للميديا 

أهلاً بيكم في مقالة جديدة ودايماً مختلفة

في الفترة الأخيرة كلنا كنا بنتابع أعمال فنية كبيرة 

العالم كله تابعها واتكلم عنها .. كم الإنتاج الضخم 

الكادرات العظيمة ، والاسكربت اللي مفيهوش غلطة .. عظمة 

بس واحنا تايهين في كادرات وألوان وديكورات squid game 

أو لما كنا مشغولين بكيفية نجاح البروفيسور في عملية السرقة في 

la casa de papel 

أو واحنا مركزين في كم التشابك بين الشخصيات في game of thrones 

نسينا حاجة مهمة .. السم في العسل .. في مسلسل من 9 حلقات من إنتاج netflix 

عرفنا إن فيه ناس ممكن تقتل كل العدد ده من البشر من أجل المتعة فقط 

ويخلوهم يخلصوا على بعض بسبب الفلوس اللي ترتبت عليهم بسبب ديون ومراباة 

ولانه مفيش مفر من القتل ، يا تقتل يا تتقتل 

هنا كان فيه طرف تالت .. تفتكر مين ؟ 

إحنا يا صديقي … أنا وإنت وبابا وخالتو وسلامي لكل نفس بشرية إتغير جواها حاجة وما خدتش بالها غير من الديكورات والكادرات 

إحنا إتفرجنا على كل هذا الكم من القتل دي وإستمتعنا بيها 

مع العلم إن ده إستحالة كان يحصل زمان شوية 

استحالة كنا نستحمل كل هذا القدر من القتل و رؤية الدم قبل كده ..

كمان كنا الطرف التالت المستمتع جداً برؤية عصابة من اللصوص 

يستولوا على ثروة دولة و أسرارها كمان 

وكنا متعاطفين معاهم جداً ، وبنتمنى لهم النجاح 

هو ده منطقي ؟!! 

مش هتكلم عن كم القتل والعهر اللي في كل لحظة من لحظات 

game of thrones 

اللي استحالة كنت تتفرج عليه أو تستحمله لو كان في السبعينات مثلاً 

السؤال هنا .. تفتكروا ليه ؟ 

ليه زمان كنا بنتكسف من بوسة في التلفزيون 

ودلوقت قادرين نتفرج على كل ده 

ليه كنا زمان بنتخض من صوت رصاصة 

ودلوقت بنشوف كم القتل ده قدام عينينا 

هو إحنا وصلنا لهنا ازاي ؟! 

اللي حصل ببساطة استحالة يكون صدفة 

ده أمر عظيم له تحضيرات وتمهيدات أخدت سنين 

الترتيبات دي دخلتنا جوه دايرة كبيرة مليانة بتفاصيل ضد فطرتنا الإنسانية 

وقبلناها .. ليه ؟! لأنها محطوطة في عسل زي السم 

ما قدرناش نميز طعمه 

تُهنا في الكادرات والألوان والديكورات والحبكة 

وزي ما جنينا ثمار كل المجهود اللي عملوا صناع الأعمال دي 

جنينا معاه آثار سلبية كبيرة هتعيش جوانا 

طب برضه ما فهمناش إحنا وصلنا لهنا إزاي ؟! 

بسيطة .. هقولك الموضوع جه بالتدريج 

الناس دي عارفين كويس إن العنف والجنس وتقبل الجريمة 

وأي حاجة غيرهم بتثير الغرائز ليهم درجات زي السلم 

هل هتقدر تطلع أول سلمة وتسلم نفسك لحاجة من الحاجات دي ولا لأ؟

ولما تطلع أول سلمة وتقدم أول تنازل يبدأ يعلي مستوى التحفيز للغرائز دي عندك 

ويشاورلك عليها .. 

ومع كل العادات والتقاليد والقواعد الدينية اللي بتحاول تجاهد النوع ده من الأعمال 

كانت غريزتك جاهزة للهزيمة قدام كل المحفزات دي 

طب وده خطورته إيه ؟! 

أنا هقولك .. ببساطة خطورة تقبلك للعنف بالشكل ده أو الجنس 

أو أي شكل من أشكال العهر 

ده معناه إنه بنفس معدل التطور اللي خلاك توصل لهنا 

جيل أو إتنين وهيكون سهل عليك ومتقبل جداً لفكرة إنك تشيل سلاح 

وتستخدمه عادي .. ومع أول لحظة مش هيكون فيها قواعد أو قوانين 

هتتبدل من شخص إنسان لمجرم 

طب .. بس كده يعني ؟!

لا طبعاً فيه الأخطر .. الخطورة الأكبر هنا إنك توصل لتعريف الرادع عندك انه بس قانون 

لأن مش هو ده الشئ اللي هيمنعك من الجريمة 

وإن الرادع الاساسي للجريمة وكل الأفعال المنافية للإنسانية دي هي فطرتنا السليمة 

واللي الدين وضح معالمها بعد ما بقت متلخبطة .. 

ولما يكون رادعك الوحيد هو القانون مش الضمير .. مش أخلاقك مثلاً 

 فلو اتيحت لك الفرصة لممارسة الجريمة بكل انواعها 

هتبقى مجرم مادام مفيش حساب 

المفروض أصلاً ان انت اللي بتحاسب نفسك مش القانون 

كل ده من بوسة في فيلم أو رصاصة .. للأسف آه 

بس بالنسبة للجنس الموضوع كان مختلف شوية 

بالنسبة للجنس الفطرة كالعادة هي أول جدار حماية 

واللي تقدر تشوفه على وش أي بنت لما بتخجل من غير ما تكون عرفت يعني إيه دين 

وبعد الفطرة طبعاً بتيجي التربية اللي بتهندس حدود الموضوع ده 

وبعدين في سن معين بيجي الدين اللي بيحط الإطار المظبوط في مسألة الجنس 

ايه صح وايه غلط وازاي و امتى 

طيب احنا قدرنا ندمر التربية لما قدرنا ندمر المربين نفسهم اولى الأمر يعني

و دمرنا دينهم ونسيناهم القواعد اللي إتربوا عليها 

طب نعمل إيه في الفطرة .. ندخل محفزات خارجية تعرفك الجنس في وقت مبكر 

مش هتكون مسئول وحكيم فيه كفاية 

وتعرفهولك بالشكل اللي هما عايزينك تعرفه بيه مش بشكله الصحيح 

مجموعة كبيرة من السلالم اللي لو طلعت سلمة منهم مش هتكتفي الا لما تطلع السلمة اللي بعدها وهكذا 

فبالتدريج تقبلت الجنس بأشكاله الطبيعية والمنحرفة ..

تقبلت العنف بكل أشكاله سواء للحق أو للباطل 

تقبلت الجريمة والسرقة والنصب لمجرد تعاطفك مع اللي بيمارسوه 

طب وهل ده جديد ؟! 

لا طبعاً التراث الشعبي في كل أنحاء العالم مليان بقصص عن أبطال كانوا مجرمين 

زي هنا في مصر وقصة أدهم الشرقاوي مثلاً 

واللي زي غيرها من القصص كانت بتنتشر عن طريق الحكائين في الموالد لكسب المال فقط 

وده ما اتغيرش لدلوقت 

بعد تقبلنا لكل اللي فات ده .. فهمونا ان ده مش عنف .. دي غريزة جواك انت تعرف تعمل كده 

وان النزاعات الجنسية الغريبة دي هي مش غريبة ولا حاجة دي جواك انت بس ما تعرفش 

وان الجريمة لو اللي بيعملها دمه خفيف وذكي فده بطل وشبهك كمان في حاجات كتير 

وان النازع الاجرامي ده جواك اوعى تتبرأ منه 

عارف لما تفضل تقول لحد طول الوقت يا حرامي فيبقى مع الوقت حرامي .. 

هو ده اللي حصل بالظبط .. تقبلت العنف وشفت انسان بيدبح انسان بكل سهولة قدامك 

تقبلت الجنس المحرم ومع الوقت قلت كل واحد حر

تقبل الجريمة وللحظات اتمنيت لو تكون مكان واحد منهم 

هو ده الهدم الأكبر .. هدم الفطرة .. الفطرة السليمة اللي ربنا خلقنا عليها هتلاقيها في ديننا 

الطريقة المثلى للعيش هتلاقيها في نصايح وتربية أهالينا 

رأيي الشخصي إن كل الأعمال الفنية دي اللي كسرت الدنيا 

كان ليها هدف أبعد من كده وقدروا يوصلوله بسهولة 

رأيي الشخصي إن مصادر المتعة ما بقتش آمنة 

وما ينفعش تكون كل مصادر ثقافتنا فيلم أو مسلسل 

ولا كل متع الدنيا ميديا 

رأيي الشخصي إن المتعة ممكن تكون مجرد سلام نفسي بتحس بيه لما تعمل اللي عليك

وتشترك في المدونة ، وتقرأ مقالاتنا اللي فاتت

أشوفكم على خير