أنواع الأغاني .. في الشارع المصري ..

 

أنواع الأغاني .. في الشارع المصري ..

مساء الخير على كل حد بيدور على الضحكة 

في وقت الفرح بقى نادر 

مساء الخير على كل متابعينا ، وعلى كل اللي لسه ما عملش فولو لينا 

هناخدكوا معانا لدقايق هيعيشوا في بالكوا لساعات طويلة 

في ركن بعيد لوحدينا .. بعيد عن كل النكد والقلق المرطرط حوالينا 

بدون حزق وبدون حرق .. استعدوا لجرعة مكثفة من الضحك ، 

ما يقدرش عليها إلا كل صاحب قلب من حديد

مرضى القلب يمتنعون .. لا تخافوا .. ولكن إحذروا ..

إحذروا من اللي بيهزروا .. 

أهلاً بيكوا مرة تانية في مدونتكم ، وموضوع مقالنا النهارده

عن حاجة عاشت معانا لسنين طويلة 

فرحنا معاها وحزننا معاها واتحمسنا وأحبطنا معاها 

حاجة اتعملت علشان تلعب بمشاعرنا .. لحظة تاخدنا لفوق لسابع سما

ونحس اننا طايرين ومبسوطين وحابين الحياة 

ولحظة تانية ترمينا في سابع أرض 

ونحس معاها اننا مش طايقين نفسنا ولا الدنيا بحالها

موضوع مقالنا النهارده عن الأغاني 

والحقيقة اننا لما دورنا على شكل الاغاني في مصر 

وبعض الدول العربية ، لقينا بينهم عوامل مشتركة كتير 

لاقيناهم بينقسموا لاقسام معينة كل قسم وله الفئة بتاعته 

وكل لون وله ناسه اللي بيسمعوه وبيحبوه 

ولكل شيخ طريقة ولكل مغني سميعة .. واكتشفنا من البحث ده 

انه مفيش حاجة اسمها ذوق عام .. أو كويس ووحش 

وان كل واحد وله فئة بتسمعه وبيحسوا انه عبد الحليم زمانه 

حتى عبد الحليم نفسه ، اكتشفنا ان فيه ناس ما بتسمعوش فالموضوع ملوش قاعدة ثابتة

لكن احنا نقدر نقسم الأغاني المنتشرة في مصر لأقسام معينة ومحددة 

تقدر تلمسها أول ما تنزل الشارع المصري .. ومش هتحتاج تلف كتير

كل اللي عليك انك تنزل أي موقف ميكروباص وانت هتسمع العجب 

والنوع الأول واللي له قاعدة جماهيرية كبيرة جدًا هو 

  النوع الأول : خميرة النكد

وانت راكب أي ميكروباص  

هتلاقي اغلب الاغاني حزينة.. بتتكلم عن الدنيا الغدارة والصعبة 

والناس اللي مش لاقية تاكل والصحاب الخاينين 

اللي ما طلعوش جدعان .. أو الصحاب الجدعان اللي ما طلعوش خاينين

وواحد كان ماشي في طريقة هوب لاقى نفسه قدام باب المحكمة 

وحاجة تخليك تقطع شرايينك وترتاح من الدنيا اللي الفنان أكدلي 

إنها ملهاش أمانة ومليانة بالغدر والخيانة 

في الاول كنت بفتكر ان السواق اللي بيسمع النوع ده 

من الاغاني اكيد حزين وحياته خزان احزان

وبعدين اكتشفت انه العكس.. 

وانه حزين بسبب الاغاني اللي بيسمعها مش حزين فبيسمعها

لأ .. ده هو الرجل ربنا خلقه كويس وجميل وبيضحك زي كل الخلق

لعند ما في يوم قرر انه يشتغل المهنة دي

وكان عادي ، أول يوم له ع الميكروباص بيسمع 

أم كلثوم ، وردة ، عبد الباسط حمودة .. 

لعند ما حد من زمايله السواقين اللي بقالهم فترة في المهنة 

حد مدقدق في الشغلانة وقديم .. قاله اسمع الأغنية دي 

وأنا أعتقد إنه في الأول ما عجبوش كم الهم والنكد اللي هيسمعه 

وهيسمعه للناس ع الصبح وهما رايحين أشغالهم 

لسه بيبدأوا يوم جديد .. ولكنه اتكسف يقول 

اتكسف يقول ان الأغاني دي وحشة لا يتقال عليه عيل توتو 

واضطر انه يسمعها وأغنية جابت أغنية 

لعند ما ودنه اتعودت عليها .. وحس انه أي حاجة بتتكلم عن السعادة 

هي وهمية ومش صادقة ، وبيسمعها العيال التوتو 

اللي أمهاتهم اشترتلهم عربيات ، وانه مش زيهم 

لأنه بيدفع أقساط وبيشرب سجاير فرط ، فلازمله حاجة تعبر عن الهم اللي شايله

فاهم حاجة.. يعني معلش هيجي منين الفرح 

طول ما انت بتسمع واحد بينوح.. منين ؟

طب انت يا عم الاسطى حر في نفسك .. 

لكن انا ذنبي ايه أبقى راكب معاك ، وأسمع كل مصايب الدنيا 

ومشاكل العالم التالت ، والتضخم وغلاء الأسعار 

والهم المركب ده كله وانا بحاول أبدأ يومي .. 

فبالتالي بنزل من الميكروباص كاره الدنيا مش كاره الشغل بس 

لأ.. ده أنا ببقى عايز أعدي الطريق مخالف يمكن أخلص

ما هو أنا هعيش ليه مادام اللي أنا عايشه سواد 

واللي داخل عليه سواد أسود من اللي قبله .. 

هعيش لمين لا مؤاخذة .. علشان العيال ، ما هو بمنطق الأغاني دي 

ان العيال هتتشرد واصحابهم هيخونوهم وهيمروا بأسوأ أيام حياتهم 

يبقى ليه بقى ؟ ما انا اخدها من قصيرها 

كمان فيه ملحوظة غريبة عن كل الفئة اللي بتغني النوع ده 

واللي بتسمعه ، لما انتوا كلكوا مجروحين ، وانخدعتوا في اصحابكوا 

ومتنيلين على عينكوا ، امال مين اللي عمل فيكوا كده ؟

يعني لما كل البشر دي اتخانت .. يبقى مين اللي خانهم ؟ 

ما تقنعنيش انه فيه كائنات فضائية نزلت عملت معاكوا السليمة وطلعت تاني

ما هو منكوا فيكوا يا ابن عمي .. أو منكوا لله بقى 

النوع الثاني : نرجسية منسية 

والنوع ده من الاغاني ظهر صحيح قريب 

ولكن من كتر ما بيتعمل تحس انه محاوطك من كل حتة 

تركب توكتوك مع عيل مخوخ لو لسعته على قفاه 

هيطلع بدماغه من التابلوه.. وتلاقيه بيسمع اغنية ومندمج اوي

ومتحمس وطاير بالتوكتوك.. لما تدور على سبب الحماس الفظيع

تلاقي كلام الاغنية هو السبب 

فتلاقيها بتتكلم عن واحد ممكن يضرب الف بكف 

او لف الدنيا كلها ومحدش ملى عينه 

او بيعرق رجوله من تحت باطه 

كلام كده كبير.. اكبر من اللي بيسمعه ومن اللي بيغنيه

كلام يخليك عايز تضربه قلمين يفوقوه 

وتقوله ولا .. ارجع لرشدك .. انت المية منك بقرش 

وطبعاً هيكون رد فعل معروف وواضح .. هيزعق ويبدأ يملى كلامه 

بلاينات من اللي مالية الأغاني دي .. 

وهنا تكتشف السبب ، الأغاني دي مادة خام غنية 

للناس من النوع ده .. علشان يلاقوا كلام يقولوه لما يتخانقوا 

لأنهم لا بيتخانقوا ولا بيفكروا في خناق 

هما بيتكلموا بس و بياخدوا سكور على اللاينات دي 

يعني أنا متخيل خناقة بين عيلين من العينة دي 

ركنوا التكاتك على جنبها والناس اتلمت حواليهم 

ويلا بقى هنشوف دم .. لا احنا هنسمع عنه .. 

تبدأ الناس ينقسموا حواليهم لفريقين .. كل فريق عامل نص دايرة حوالين عيل

وتلاقي الخناقة خناقة رابرز مش أكتر .. 

واكتر حد بيكسب فيها هو أكتر حد معبي تراكات من دي وحافظ 

وتلاقي بنت معدية شايلة يافطة مكتوب عليها الجولة الأولى 

وواحد بيضرب غطايين حلة في بعض .. وهوب اللاينات تنزل تكسر عضم ودان الناس

لكن ساعة الجد مفيش رجالة .. كله روح نام ننة 

الغريبة بقى انك بتسمع منهم ومن أغانيهم كلام عينة 

الرجولة مش كلام .. طب ما تقول لنفسك 

انت كلك على بعضك كلمة ، كلمة حرفيًا ومش هقولها علشان عيب

فتلاقي ناس بتقول على ناس منهم ده سندال .. اهي كلمة 

ده خيش وقش .. اهي كلمة .. 

طيب لما انت مقتنع قوي ان الرجولة مش كلام 

تقدر تقولي هي الرجولة ايه ؟ 

يعني اديني تعريف كده .. أو بلاش تعريف 

لأن أكيد عندك تعريفات كتير 

لا اديني مثال .. مثال عملي وريني يعني 

مش احكيلي .. مش سمعني .. ولو حكالك .. هتلاقي ان تعريف الرجولة عنده 

انه كان في يوم هيتمسك بسيجارتين ، وصاحبه بلع حتة الحشيش 

ولا حطها في الشراب فعدت على خير .. 

دي ياريتها كانت كلام والله ، كان أشرف من كده

المشكلة في النوع ده من الاغاني انها بتشحن العيال دي ع الفاضي

يعني بيتحمس وتلاقيه بيشمشم على مشكلة 

ولو وقع في مشكلة .. يارب 

تلاقيه مات من الضرب.. امال حماس الاغنية راح فين ؟

 اقولك فين وما تزعلش !

النوع الثالث : حكم ومواعظ 

جرب تركب مرة ميكروباص مع عجوز خمسيني 

هتلاقي دايمًا السواق بيسمع نوع من الاغاني غريب

دايمًا لراجل كبير ودايمًا بيبدأ بموال

الموال ده بقى بتسمع فيه كل نصايح الدنيا 

وتلاقيه بيحكيلك قصته وبيقولك ازاي تتجنب اخطائه 

طب وبتتجنب اخطائه ؟ لا طبعًا.. 

والا ما كنش زمانك سواق ميكروباص 

والأغاني من النوع ده بتعدي العشر دقايق 

والغريب فيها انك تلاقي فيها كمية مواقف ما حصلتش .. 

يعني كم خبرات أكيد مش بني آدم واحد عدى بيها 

ممكن يبقى قبيلة كاملة ودي خبراتها على مدار ٢٠٠ سنة 

أو دي خبرات رحالة زي ابن بطوطة مثلاً

لف ١٠٠ دولة فبيحكيلك بقى على كل دولة شوية 

كمية حكم ومواعظ هتستقبلها من عمك الحاج ده 

عمرك ما هتسمعها في حياتك الا منه هو وبس 

وانت بتسمع الأغاني دي تحس إن اللي بيغني 

مش واقف في استديو وقدامه مايك .. لأ 

ده قاعد على كرسي كبير وقدامه شعب كامل من السميعة 

وماسك في ايده نابوت ، وكل ما يقول لاين والناس تصقف 

يخبط النابوت في الأرض ، علشان كلام الراجل له احترامه 

استحالة تتخيل ان ده مغني ووراه ألاتية أبدًا 

ولو تدبرت أكتر ، وغمضت عينيك هتحس انه لابس عمة 

دورين ولو قربت أكتر أكتر هيشوكك شنبه 

فزي ما قولنا ان دايمًا النوع ده من الاغاني بيغنيه راجل كبير

عجوز.. طب ليه ؟ لانه لو مش كبير 

الشنب اللي راكب الميكروباص مش هيسمعله 

ولا هيفرقله كلامه.. بس الاغرب بقى ان دايمًا اسماء المغنيين للنوع ده

بينتهي بلقب (الصغير) طب ازاي ؟

وطبعاً لو سألت سؤال زي ده 

هيترد عليك انه لأنه كبير في نظر الناس مسمي نفسه الصغير 

لأنه متواضع وفوق كل ذي علم عليم 

طب يعني يا عم الحاج انت متأكد ان الراجل ده ثقة 

يعني لو فيه مشكلة بين الناس بيحلها ويتصدر هو فيها 

يقولك طبعاً.. يعني الكلام اللي هو بيقوله ده نابع من جواه 

ومن تجاربه الشخصية ؟ اه .. يعني مش فيه شاعر شارب سيجارتين كاتب الكلام ده ؟ 

الاغاني دي مهمة بس محتاجة وراها ورقة وقلم 

يعني تكتب كل النصايح علشان تمشي عليها بالظبط 

والحقيقة أنا مستغرب هي ليه شركات الكاسيت 

اللي بتنتج النوع ده من الأغاني ما عملتش كده 

كانت المفروض تنزل كتيب مع الشريط فيه كل النصايح بتاعت الصغير 

ويسموه مثلاً الوجيز في نصائح الصغير

أو دروس وعبر الصغير ..  

 

النوع الرابع : أسئلة وجودية

والاغاني من النوع ده دايمًا بتبدأ بسؤال محدش يعرف يجاوبه

ولا حد حاول يجاوبه ، لأن اللي حاولوا قبلهم ماتوا وهما بيحاولوا 

وهنا الناس انقسمت لكذا اتجاه .. ناس سعت انها تجاوب على الأسئلة

وناس عاشت تدور طول حياتها على اجابات وماتت قبل ما تجاوب 

وناس تانية اديتنا اجابات تقريبية .. 

لكن محدش من الناس دول ادانا الإجابة الكاملة 

الإجابة النموذجية اللي تاخد عليها 10 من 10 ونجمة 

يعني.. هي الايام بتيجي ولا الايام بتروح ؟

والله على حسب انت رايح ولا جاي ..

او ليه يا زمان ماسبتناش ابريا ؟ .. الزمن برضه

ما انت اللي ما بتريحش نفسك 

او مين اللي قال الدنيا دي وسية ؟

مش انا والله.. 

والأغاني من النوع ده ليها فلسفة خاصة 

وبتتبع نفس أسلوب سقراط .. الأسئلة لمجرد الأسئلة 

أسئلة تخليك تفضل سهران مطبق طول الليل تدور على اجابتها 

الدنيا ديه فيها كام بلياتشو ؟ تفضل تعد بقى وتدخل تسأل جوجل

وياريتك هتعرف .. بس العيب مش فيك ، 

ما هو لو فيه نقابة للبلياتشو في البلد كنت رحت سألتهم وخلصت 

طبعاً الأغاني من النوع ده واللي بيغنوها واللي بيسمعوها 

عندهم دايمًا حالة ملل .. فاقدين فيها الأمل 

لا عارفين عايزين ايه ولا عارفين رايحين فين 

بس الأغاني بعيداً عن انها متعبة ومرهقة ذهنياً

 بس ليها فوايد كتير ، كتير جداً كمان 

لأن زي ما قولنا النوع ده من الاغاني بيطرح الأسئلة

بس ما بيجاوبهاش ولا بيلمحلك حتى بإجابة

بس بيخليك تفضل تتسائل بينك وبين نفسك 

يا ترى يا واحشني بتفكر في ايه ؟

وده بينشط المخ جدًا.. وبيعالج الذاكرة وتساقط الشعر 

النوع ده من الاغاني زيه زي حاجات كتير في البلد

بيطرح المشكلة وينسى الحل.. 

ولو سألت المغني نفسه على الاجابة هيقولك

المعنى في بطن الشاعر .. ده محتاج جراح يا عم الحاج 

وبكده نكون وصلنا لنهاية مقالنا النهارده 

لو تعرف اجابة من اجابات الأسئلة دي اللي حيرت العلماء 

ياريت تتكرم علينا وتقولنا في الكومنتات 

وما تنساش وانت بتحاول تجاوب ..

تشترك في المدونة علشان يوصلك كل جديد 

اقفلنا يا ابني الكاسيت ده