المُتعصب اللي جواك .. كيف تستغلنا شركات الميديا لزيادة ربح كرة القدم
يجلس شابين على مقعد بين مدرجات ملعب . يرتدي كلاً منهم بالطو إنجليزي وقبعة .. يدخنان السجائر .. بينما نرى برودة الجو على وجوههم .
يلقون أمامهما في قبعة بعض النقود المعدنية ..
بعض الإنفعالات كرد فعل على فرصة ضائعة ..
title : 30/11/1872 .. ملعب هاميلتون كريسينت .. نادي الكريكيت في إسكتلندا
إحنا في سنة 1872 تحديداً 30 نوفمبر
تخيل معايا إن أنا وانت في ملعب هاميلتون كريسنت
في اسكتلندا بنحضر أول مباراة رسمية في التاريخ
اللي كانت بين إنجلترا وإسكتلندا
إحنا دلوقت بين 4000 مشجع
وبما إننا مصريين يعني مش فارق معانا مين يكسب ومين يخسر
فمن باب التسلية إتراهنا كل واحد على فرقة
دلوقت الماتش خلص.. والنتيجة سلبية
محدش من الفرقتين خسر ولا كسب
كذلك أنا وانت
خرجنا مشينا وكل اللي جوانا من الماتش ده
شوية ذكريات وشوية طاقة إتفرغت
يرتدي شاب قميص كرة قدم وكاب ، و شال … ويضرب على صدره .
وفي مواجهته يقف الشاب من ملعب إسكتلندا متعجب من إنفعال الشاب الآخر .
دلوقت إحنا في مباراة الارجنتين والبيرو سنة 64
title : 263 قتيل
أو في مباراة السلفادور وهندوراس سنة 69
title : 2000 فرد في حرب شوارع لـ 6 أيام
أو في ديربي غانا 2001
بين هارتس أوف اوك و أشانتي كوتوكو
title : 127 قتيل
مسترسلاً
السؤال دلوقت.. إيه اللي وصل المشجع ده للمشجع ده؟
ده اللي هتعرفوه النهارده
في مقال جديد من رأيي الشخصي
واحنا بندور على محتوى المقال ده
واجهنا صعوبة في البحث عن خساير أرواح
كرة القدم … على العكس من إنتشار أخبار
خسائر الفيفا من كورونا أو غيرها
الملايين .. الملايين كانت الدافع الأول
اللي حول المشجع الأول لشخص مستعد يموت
علشان فرقته أو علشان واحد منها
طب إزاي ؟ مع العلم إن المشجع ده
ما بيستفيدش من الملايين دي ولو بجنيه واحد
بسيطة جداً .. إحنا هنرفع سقف التوقعات
وهنغير بعض المصطلحات
يعني بدل ما يتقال وقت فراغ
هيتقال ولاء وإنتماء
بدل ما يتقال لاعبي كرة قدم
هنقول عليهم أبطال
أو على العكس هنقول عليهم أشباه رجال
أو متخاذلين
نثير الخلافات وننشر الفتن
ونعظم في ناس ونخسف بناس الأرض
ونعمل منها شغلانة
وشغلانة بتدخل فلوس كتير
فكل الناس تهتم بيها بشكل مبالغ فيه
برضه ما فهمناش ازاي مجرد مشجع
بيضيع وقته قدام ماتش كرة .. يتحول لحد
مستعد يضيع حياته كلها
أعتقد الإجابة هي الرغبة .. والحاجة
واللي لازم يكونوا موجودين في أي عملية بيع كمحفز ع الشراء
طب وهنا المنتج إيه .. التنافسية
بس مش كفاية .. ممكن نقول التنافسية بقذارة
يعني تخيل معايا كده .. لو صورنا الاوضة دي
بكاميرا مراقبة .. لايف لمدة 36 ساعة
كام واحد هيتفرج عليها
لكن لو الأوضة دي فيها خناقات
هتبقى تريند .. بكره الصبح
وهيبقى عليها إعلانات ورعايات ومش بعيد يكون لها جمهور
بيدفع فلوس كتير .. تخلي صاحب الأوضة دي يغتني
رأيي الشخصي أن المحرك الأول في كل الإحتقان
والغل والكره بين أي طرفين هو الإعلام الرياضي
guess what ?
لأنه المستفيد الأول والأخير
ببساطة .. قناة عليها برنامج رياضي
بينقلوا الأخبار الرياضية بدون أي تدخلات
بدون أي إثارة .. القناة عليها 10 إعلانات وبتدخل 100 ألف
كل مذيع أجره 10 آلاف
لكن إزاي نخلي ال10 إعلانات 100
وال 100 ألف 100 مليون
وأجر المذيع الواحد مليون
ببساطة نجيب فردين يتخانقوا مع بعض
وننشر تصريحاتهم النارية ع السوشيال ميديا
ونبقى تريند .. ومش مشكلة كام واحد تنمر على كام واحد
كام واحد كره جاره أو صاحبه بسبب إنتمائهم الكروي
الإعلام الرياضي غير شكل المنظومة لبيزنس
كلهم فيها مستفيد .. الا انت
لما بتم صفقة كبيرة كلهم فيها مستفيد
الا انت
لما سوق الانتقالات يرتفع
والحرب بين الأندية تكبر
كلهم فيها مستفيد
تخيل الا انت
إنت الخاسر الوحيد .. صحتك
وسلامك النفسي وان ما كانش صحابك
أخيراً .. سواء متفق معايا في رأيي الشخصي أو لأ
الولاء ملوش علاقة باللي بيحصل في كرة القدم
كرة القدم أرقام
الأندية مش كيانات تستحق الولاء
دي منظومات بتدخل فلوس وبتخسر فلوس
زي أي شركة
الإنتماء بيكون لحاجات تانية زي وطنك
والمفروض تكون لمبادئك
لاعب كرة القدم .. هو مجرد لاعب كرة قدم
مش بطل … بيبذل مجهود صحيح بس مش علشانك
ده علشان سعره .. بيتصاب وهو بيموت نفسه في الملعب
علشان الرقم اللي بياخده
مش علشان الجمهور
وأخيراً اللي هتسمعه من اي إعلامي رياضي هو
نفس اللي هتسمعه من أي حد ع القهوة تقريباً
لو انت معايا في رأيي الشخصي قولي إيه النقاط اللي ما إتكلمناش فيها
وبتثبت وجهة نظرك
لو انت مش معايا في رأيي الشخصي .. الشتيمة حرام
أشوفكم على خير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتشرف بتعليقك ونقدك دائمًا ..