حول شوية تراب لجنة - براندون جريشمو من موظف لصاحب أجمل جزر العالم

 حول شوية تراب لجنة - براندون جريشمو من موظف لصاحب أجمل جزر العالم

كل واحد فينا بيختار يعيش فين وإزاي 

وتجارب البشر على مر العصور أثبتت 

إن الإنسان يقدر يأثر في محيطة بشكل إيجابي 

أيًا كانت الظروف ، ولو عايز يعيش في بيئة نضيفة 

يقدر يعمل ده حتى لو كانت خرابة 

لأن هو ده اللي حصل بالظبط مع …

عارف لما جدك يقولك إنه لولا حفلات أم كلثوم 

كان زمانه دلوقت شاري نص المنطقة الفلانية 

اللي المتر فيها بشيء وشويات النهارده

وكانت بسعر التراب ، أهو هو ده اللي حصل بالظبط مع …

السعودية ما طلعتش بتشتري بس لاعيبة 

دي كانت بتحاول شراء جزيرة من أروع جزر العالم 

بخمسين مليون دولار لتحويلها لمنتجع سياحي لأثرياء العالم 

من اللاعيبة وغيرهم من رجال الأعمال 

مشروع يجيب دهب ، بس ما وقفوش غير صاحب الجزيرة دي 

واللي إشتراها سنة 1962 ب 13000 ألف دولار بس

براندون جريشمو  

راجل إنجليزي عنده أربعين سنة 

اشترى جزيرة مهجورة في سيشيل بـ 8000 جنيه استرليني أو 13 ألف دولار بس  

ومش بس كده ده استقال من وظيفته 

وقرر انه يعيش في الجزيرة دي للأبد 

جريمشو كان شخص عادي جدًا

شغال في جريدة في لندن محرر صحفي 

متخصص في تغطية أخبار أفريقيا والتقارير عن الأدغال 

لكن سرعة ايقاع الحياة في لندن 

وحبه للطبيعة خلاه يستقيل من شغله سنة ١٩٦٢ 

ويبيع كل ممتلكاته ويشتري واحدة من ضمن 

١١٥ جزيرة في سيشيل ، في المحيط الهندي 

اسمها Moyenne island 

وكانت مجرد جزيرة مهجورة ، مفيهاش أي وجود بشري 

إلا من تجارب بسيطة لبعض المستكشفين 

اللي قضوا فيها أيام بسيطة 

وملقاش فيها إلا قبرين لقراصنة مش معروفين 

وعدد كبير من الجماجم البشرية 

ولكن برغم ده ، كانت من أروع جزر المحيط الهندي 

من حيث جودة النباتات وموقع الجزيرة 

ومساحتها تقريباً ٩٠٠ ألف متر مربع 

وكان براندون مستعد إنه يضحي بكل وقته ومجهوده

لتحسين المكان ده للأفضل (الجزيرة المهجورة)

وأول حاجة براندون فكر فيها ، إنه يختار مساعد ليه 

من السكان الأصليين لجزر السيشيل 

وواحد له تجربة استكشافية في الجزيرة نفسها 

يعني زارها قبل كده وعاش فيها لأيام بسيطة 

اسمه (رنييه لافورتين) ، وبدأوا مع بعض رحلة طويلة جدًا

من تنضيف الجزيرة وتشذيب اشجارها 

وبدأوا يدوروا على طرق يوفروا منها مصادر الغذاء

مش بس ليهم ، لا ده تفكير الناس العادية

ده ليهم وللطيور والسلاحف اللي عايشة في المكان

وبتعتبره موطنها وبيئتها الأصلية قبلهم كمان

ده غير انهم زرعوا أشجار المانجا والبابايا 

وعدد كبير من الأشجار والنباتات النادرة 

والوارد في يوم من الأيام انقراضها 

وخلال ٣٠ سنة قدروا يحولوا الجزيرة المهجورة دي 

لجنة فيها ١٦ ألف شجرة ، ومستعمرات ضخمة 

من أعشاش الطيور المهاجرة اللي هاجرت من الجزر المجاورة ليهم 

لتوفير أنسب بيئة ليها ع الجزيرة 

ده غير انهم مهدوا ٥ كيلو متر من الطرق والمسارات 

للزراعة والتنقل بين أجزاء الجزيرة 

مهنة براندون السابقة كصحفي ساعدته 

في انتشار أخباره وأخبار الجزيرة اللي حولها لجنة بين الصحف 

وخصوصاً لما قدر يوثق حياته في كتاب بيحطي مذكراته 

اسمه (حبة من الرمال ، قصة رجل واحد وجزيرة) 

واللي اتنشر سنة ١٩٩٦ ، ومن بعدها وبشوية مقالات 

تحولت الجزيرة لمكان بيستقبل أعداد كبيرة 

من الباحثين والصحافيين ، والمطورين والمهتمين بمجال الزراعة 

وحتى السياح ، بقت الجزيرة وجهة سياحية 

واللي كان كل الزوار دايمًا بيسألوه لبراندون

(كنت بتحس بالوحدة ؟ ) 

وكان رده كان بيحس بالوحدة بس لما كانت عايش في شقة في لندن 

ولكن بعد أكتر من ٤٠ سنة من شغل براندون مع مساعده رنييه 

براندون بيحس بالوحدة لأن رنييه بيموت سنة ٢٠٠٧ 

ساعتها كان براندون عنده ٨١ سنة 

ولكن كان بيتمتع بلياقة بدنية عالية

وقال بعدها إنه بدأ يندم إنه ما اتجوزش لحد دلوقت

والحقيقة إنه لمدة سنين طويلة ، كان مشغول بحاجة واحدة بس

الجزيرة

في الوقت ده كانت الجزيرة بتحتوي على ٢٠٠٠ نوع مختلف من الطيور والحيوانات

وبتجمع تلتين الطيور المهاجرة في جزر سيشيل ال ١١٥ 

وزي ما في الفترة الأخيرة لاحظنا 

إن السعودية قررت تتوسع وبتشتري حاجات كتير مختلفة 

جذبت الجزيرة إنتباه أمير سعودي ، واللي عرض على براندون 

انه يشتري الجزيرة مقابل ٥٠ مليون دولار 

الجزيرة دي اللي كانت بتحتوي على قبرين وجماجم بس 

ولكن رفض براندون وقال إن مش طموحه 

يحول الجزيرة لمزار للسياح الأغنيا 

لكن نفسه تتحول لحديقة وطنية

وده بالفعل اللي حصل لما تحولت الجزيرة لحديقة وطنية سنة ٢٠٠٨ 

وبتجذب النهارده عدد كبير من السياح

من كل حتة في العالم 

الغريبة بقى إنه انتشرت اشاعات كتير حوالين الجزيرة دي

واتقال ان مدفون فيها كنز كبير لقراصنة 

يقدر بملايين واتقال كمان إنه براندون نفسه 

كان عنده رغبة سرية كده في نفسه 

انه يلاقي الكنز ده ، ولكن من الواضح انه ملقاش حاجة 

ومش فاهمين الاشاعات دي مصدرها مين 

لأن من الوارد جدًا تكون طريقة من الطرق التسويق للجزيرة نفسها 

ولكن لما سألوا براندون عن هدفه من تحويل جزيرة (موين) لجنة وحديقة قومية 

قال إنه كان هدفه بس إنه يعيش في بيت مريح مش أكتر 

مات براندون جريشمو سنة ٢٠١٢ 

وهو سايب وراه جنة .. علشان يدي البشرية كلها درس مهم 

انك تقدر تحول التراب لدهب 

تابعونا على مدونة Amir Documents لأحدث وأغرب الأخبار