" خندق ماريانا ، أعمق نقطة على وجه الأرض "
في مارس 2011 ، ضرب زلزال سينداي
محطة فوكوشيما للطاقة النووية في اليابان
وسبب كوارث كبير ، ولكن مش دي المشكلة
والمشكلة الحقيقية إن اليابانيين ربطوا ده بحدث غريب جدًا
لأن الزلزال ده حصل بعد وقت بسيط من ظهور أسماك المجداف على السطح
واللي اليابانيين بيسموها أسماك القيامة
وبيربطوا بين ظهورها على أعماق قليلة بالكوارث والزلازل
وده بسبب أسطورة يابانية بتقول
إن سمك المجداف رسول من القصر الإلهي البحري
وإن بمجرد ظهوره على السطح أو في مياه ضحلة
ده معناه إن فيه نشاط زلزالي أو بركاني كبير في المنطقة نفسها
وده لأن سمك المجداف بيعيش على عمق 1000 متر
طب وهو 1000 متر ده عمق يتخاف منه
ويتخاف من ظهور كائنات بحرية بتعيش فيه ؟
إمال لو عرفت بقى إن فيه كائنات بتعيش على عمق 11 ألف كيلو متر
كائنات البشر ما يعرفوش عنهم حاجة
ولا يعرفوا حاجة عن تكوينهم وصفاتهم
مش كده وبس .. لا ده منهم كائنات البشر كانوا متأكدين
من إنهم انقرضوا 100%
ففي رحلة البشرية لإكتشاف الأرض كان من السهل
تحديد أعلى قمة في العالم ، أعلى نقطة نعرفها
واللي هي جبل إيفرست اللي إرتفاعه 8848 كم
ولكن كان صعب جدًا إكتشاف أعمق نقطة في المحيط
أعمق نقطة على وجه الأرض
يعني في الوقت اللي قدر فيه آلاف يتسلقوا جبل إيفرست
كان من المستحيل ولفترة طويلة حد يوصل لأعمق نقطة
بل إنهم ما كانوش على علم بيها أصلاً
إحنا هنا بنتكلم عن خندق ماريانا ، وده عبارة عن
منخفض أرضي في قاع المحيط على شكل حرف V
ومكانه تحديدًا في غرب المحيط الهادي
بالقرب من جزر الماريانا ، واللي علشان تقدر تنزلها
فمطلوب منك تنزل لعمق 11 ألف كم تحت البحر
وعلشان تعرف الرقم ده قد إيه ضخم ومخيف
فتخيل معايا إننا هناخد جبل إيفرست
ونغرقه في المحيط بالكامل ، وبرضه هيفضل مسافة تتعدى ال2 كيلو فوق الجبل
تحت سطح المياه
لفترة طويلة زي ما قولنا كان من المستحيل الوصول للنقطة دي
ولفترة أطول مكانش حد متوقع إن ممكن عمق المحيط يوصل للأرقام الضخمة دي
لحد سنة 1872 لما إنطلقت السفينة الإنجليزية
HMS challenger في رحلة استكشافية للمحيط
رحلة إٍستمرت 4 سنين كاملين ، قطعت فيهم السفينة
112 ألف كيلو متر ، وكانوا في رحلتهم
كل ما يقطعوا مسافة 225 كيلو متر
ينزلوا حبل ضخم متحدد عليه علامات لقياس العمق للمحيط
ومربوط في أحد أطرافه قطعة حديدية ضخمة
علشان مجرد ما القطعة الحديدية دي تستقر في القاع
يقدروا يقيسوا المسافة اللي قطعها الحبل لحد ما استقر في قاع المحيط
ومع وصول سفينة (تشالنجر) لمنطقة جزر الماريانا
كانت مستنياهم ومستنية العالم كله مفاجأة كبيرة من نوع خاص
لأنهم بمجرد ما وصلوا المنطقة دي
نزلوا حبل قياس العمق في المحيط
ولكن لقوا إن الحبل بينزل لأعماق ضخمة جدًا
وده على عكس كل المناطق اللي مروا بيها خلال رحلتهم
وبمجرد ما نزل الحبل لعمق 8000 كيلو متر
ضرب المعدن اللي في الحبل في قاع المحيط
ومكانش حد يتخيل أبدًا إن المحيط ضخم وعميق بالشكل ده
قبل التجربة دي اللي حصلت بالصدفة البحتة
وبعدها مباشرةً بدأت تظهر أسئلة كتير جدًا
عن طبيعة المكان تحت في العمق ده
وهل فيه هناك مخلوقات وحياة بحرية في البيئة دي ولا لأ
ويا ترى لو فيه مخلوقات عايشة على العمق ده
ممكن تكون مواصفاتها إيه ؟
لأن عمق زي ده معناه إن الضغط فيه بيصل لـ 703 كيلو جرام للمتر المربع الواحد
يعني ما يعادل وزن 50 طيارة جامبو فوق الشخص
اللي موجود تحت كمية المياه دي
طب إيه بقى مخلوق بحري اللي يقدر يعيش تحت الضغط ده كله
وإزاي عايش من غير أي نقطة ضوء تماماً
ومن هنا ، من خلال الأسئلة دي
كانت رحلة السفينة (تشالنجر) هي السبب ورا ظهور
ما يسمى بعلم المحيطات الحديث ، واللي كانوا لحد وقتها
متخيلين إن أعمق نقطة في خندق ماريانا 8000 كيلو متر
في المكان اللي رسي فيه حبل قياس العمق
لكن اللي إكتشفوه بعد 75 سنة إن المسافة دي
مش أعمق نقطة في خندق ماريانا
لما خرجت سفينة بحوث إنجليزية تانية في سنة 1951
لاستكشاف نفس النقطة ، ولكن المرة دي كانت السفينة مجهزة
بمعدات وألات حديثة ، وبدل حبل قياس العمق
إعتمدوا على جهاز السونار ، واللي كشفلهم
إن الحفرة اللي خبط فيها حبل سفينة تشالنجر
مش مجرد حفرة ، لا دي جزء من خندق ضخم
بيوصل طوله لـ 2550 كيلو متر
وعرضه بيصل لـ 69 كيلو متر ، وعمقه 11 ألف كيلومتر
ودي بقت أعمق نقطة مكتشفة على وجه الأرض
واللي سموها بإسم (challenger deep)
تكريمًا لسفينة تشالنجر صاحبة أول إكتشاف
إلا إن برضه ما قدرتش السفينة الإنجليزية
تجاوب على أهم سؤال دار في دماغ كل العالم
هل فيه حياة بحرية في العمق الضخم ده ولا لأ ؟
وأول إجابة عن السؤال ده كانت بعدها بـ 7 سنين
تحديدًا في شهر مايو 1958 على يد سفينة سوفيتية
إسمها (فيتياس) واللي جُهزت بالكامل للنزول لخندق ماريانا
واللي برحلتها كشفت ووثقت وجود حياة بحرية بأشكال ضخمة
على عمق 7000 كيلو متر تحت المياه
وتم الكشف عن عدد كبير من الأسماك والكائنات البحرية الغير معروفة للبشرية
واللي إتسمت في الوقت ده بالوحوش البحرية
ولكن برضه دي ما كانتش إجابة كافية بالنسبة للعلماء
وبدأوا يجهزوا مركبة تقدر تنزل على العمق ده
وترصد كل مظاهر الحياة على البيئة دي
لحد ما نجح أول إنسان في الوصول لعمق خندق ماريانا
سنة 1960 عن طريق غواصة أعماق إسمها (تريستي)
ودي غواصة سويسرية إتصممت علشان تقدر تستحمل الضغط العالي
وتصل لأعماق كبيرة ومن تصميم العالم السويسري (جايكس بيكارد)
وإبنه العالم (أوجست بيكارد) ، واللي بعد رحلة إستمرت لخمس ساعات
قدروا يوصلوا لعمق خندق ماريانا
واستقروا لمدة 20 دقيقة في العمق ده
وبرغم قصر المدة دي ، إلا إنها كانت كافية
للتأكيد إن فيه كائنات بحرية وأسماك غريبة عايشة على العمق ده
ولكن تم التكتم على الموضوع لحد ما توفى جايكس بيكارد
وتم الكشف عن سجلاته واللي كانت مرصود بيها
ظهور مخلوق بحري غريب ، وغير معروف
على شكل إسطوانة دائرية ، كان بيلف حوالين الغواصة
وبعدها اختفى بشكل غريب .. وفضل موضوع خندق ماريانا مقفول
لحد سنة 85 ، لما حصلت حادثة لسفينة أمريكية
إسمها جلو ماتش تشالنجر ، واللي خلال عمليتها الاستكشافية
استخدم الباحثين عليها مسبار داخل المحيط
واللي لقط أًصوات غريبة من قاع المحيط
تزامنت الأصوات دي مع قوة غامضة
بتسحب الأسلاك الفولاذية اللي شايلة المسبار
لدرجة إنها قربت تنقطع ، وفضل طاقم السفينة
يحاول سحب المسبار لمدة 3 ساعات كاملين
علشان يكتشفوا علامات عض على الجهاز
وأكنه كان جوه فك وحش بحري
وفسر علماء الأحياء الحادث ده ، إن المخلوق الوحيد
اللي يقدر يتسبب في الضرر ده لجهاز بالضخامة دي
واللي علامات فكه متطابقة تمامًا مع كائن واحد بس
هو قرش الميجالدون ، وهو نوع من القروش
من المفترض إننا كبشر نعرف إنه إنقرض من آلاف السنين
واللي بيصل طوله لـ 22 متر ، يعني تقريبًا
طوله يعادل إرتفاع عمارة من 7 طوابق
ووزنه تقريبًا 45 طن ، واللي أكد إكتشاف العلماء ده
لما إكتشفوا سن عملاق لنفس القرش ، وكان مطابق تمامًا لأثر العضة اللي على المسبار
وحوادث خندق ماريانا ما وقفتش لحد كده
فبعدها بكام سنة حصلت حادثة تانية
لسفينة بضايع يابانية في نفس المنطقة
واللي خلال رحلتها العادية جدًا ، إتعرضت لخبطة
وقعتها في نص المحيط ، وساعتها السلطات فسرت الحادث ده
بأنها تعرضت لعوائق صخرية ، ولكن كل فرد في طاقم السفينة
بيأكدوا إن الأحوال الجوية كانت مستقرة تمامًا ،
وإن المكان كان خالي تمامًا من أي عوائق
وفضل البحث دايم عن منطقة خندق ماريانا
طول الوقت ، ومن سنة 95 أطلق اليابانيين
غواصة مجهزة تانية لدراسة منطقة خندق ماريانا
واستمرت اكتشافاتها لحد سنة 2003
وخلال رحلتهم دي ، قدروا يكتشفوا أكتر من 350 نوع
من المخلوقات البحرية اللي موجودة على العمق ده
وكانت آخر تجربة للنزول لعمق ماريانا
كانت من خلال المخرج الكندي (جايمس كاميرون)
اللي نزل لخندق ماريانا في غواصة شارك في تصميمها
وعرض رحلته بالكامل في فيلم وثائقي إسمه
Deepsea challenge
علشان نكتشف وجود حياة بحرية غريبة جدًا على العمق ده
بعد ما عرفت عن أعمق نقطة على وجه الأرض
تفتكر فيه أماكن تانية بعمق أكبر من كده لم تُكتشف بعد ؟
طب تفتكر هل الكائنات البحرية اللي موجودة في العمق ده
هي مجرد كائنات تم الإعلان عن إنقراضها
ولكنها إختفت بعيد عن عيون البشر في أعماق المحيط ؟
وهل ظهور بعض الكائنات من أعماق أعلى لأعماق أقل
(لمياه ضحلة) ممكن يكون مرتبط بالكوارث
زي ما اليابانيين قالوا ده عن سمكة يوم القيامة ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أتشرف بتعليقك ونقدك دائمًا ..